صعّدت إسرائيل في الآونة الأخيرة من حملتها الشرسة لتهويد القدس والمسجد الأقصى،عبر سماحها لقطعان المستوطنين يوميا بتدنيس المسجد والقيام بصلواتهم التلمودية حتى تفرض واقعا جديدا في المسجد الأقصى لاقتسامه مع المسلمين، وكل ذلك يترافق مع استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بعد توقف دام سنوات.
المخطط الجديد الذي كشفت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية يجعلنا ندق ناقوس الخطر، فآلاف المتطرفين يسعون لاستغلال الأعياد اليهودية من أجل اقتحام المسجد الأقصى والتجول به والقيام بممارساتهم الدينية في "جبل الهيكل المزعوم"، وهم في ذلك يحظون برعاية رسمية من الحكومة الإسرائيلية.
القدس كانت محط أطماع إسرائيل منذ البدايات، فهي ترى فيها رمزا دينيا مقدساً للمسلمين والمسيحيين وتجعلهم يرتبطون بها ارتباطا وثيقا وهي في سعيها المحموم تسعى لاجتثاث الفلسطينيين من أرضهم ولاسيما القدس، فشرعت بالاستيلاء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية في المدينة بل إنها استولت على حائط البراق وسمته عدوانا "حائط المبكى"، كذلك فإنها واصلت الحفريات تحت المسجد الأقصى بحثا عن أثار يهودية مزعومة وهي في ذلك تهدف لإضعاف أساسات الأقصى من أجل هدمه، وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين تسعى لفرض هويتها وطابعها على المدينة المقدسة فقد أحاطتها من جميع الجهات بمستوطنات من أجل عزلها عن باقي فلسطين، كما أنها تواصل اجتثاث المكون الفلسطيني عبر طردهم من المدينة وهدم منازلهم والتضييق عليهم وآخرها منع الأطفال الفلسطينيين من لعب الكرة في المدينة المقدسة وذلك استجابة لضغوطات نواب بالكنيست، حتى يكسروا إرادة الصمود لدى المقدسيين.
الممارسات الإجرامية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين عموما وأهالي القدس على وجه الخصوص يجب أن لا تمر مرور الكرام دون محاسبة، فإسرائيل التي لا ترتدع دولة مارقة متمردة على الأعراف والقوانين الدولية، فلا يهمها حقوق الإنسان الفلسطيني وخصوصا حق ممارسته لشعائره الدينية والصلاة في المسجد الأقصى الذي يمنع من هم دون الخمسين من الصلاة فيه، وعلى أمريكا التي عينت نفسها شرطية للعالم وراعية للديمقراطية وحقوق الإنسان أن تمنع إسرائيل من التمادي في غيها وأن توقفها عند حدها، وإلا فإن أمريكا تعتبر شريكة بكل ما يحدث في القدس وفلسطين عموما.
المسجد الأقصى وقف إسلامي وهو لا يخص المقدسيين وحدهم بل هو رمز ديني مقدس عند مليار ونصف المليار مسلم في العالم، ولذلك يجب إجهاض المخططات الإسرائيلية التهويدية بحقه من خلال دعم صمود المقدسيين الذين يواجهون جرائم الاحتلال وحدهم.