تأتي زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جمهورية الصين الشعبية ومباحثاته مع الرئيس الصيني وكبار المسؤولين في نطاق نهج جلالته القائم والمستند على تقوية علاقات الأردن الثنائية مع كافة الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة جذب الاستثمارات والتي تشكل رافعة قوية لانتشال الاقتصاد الأردني والاستفادة من تجربة الصين العملاقة في كافة المجالات، والتي أصبحت حديث العالم كله.

وفي هذا السياق، فان زيارة جلالته تهدف الى دعم القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ووضع القيادة الصينية في صورة آخر التطورات على صعيد المفاوضات، وممارسات الاحتلال وخاصة استمرار الاستيطان والاعتداءات المتكررة على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وبصورة خاصة على المسجد الاقصى، والدعوات العنصرية التي تطالب بتهويده واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه.

الأزمة السورية ستحتل جزءاً بارزاً من محادثات جلالته مع المسؤولين الصينيين، حيث ان الطرفين متفقان على حل الازمة حلاً سياسياً، كسبيل وحيد لانقاذ القطر الشقيق: ارضاً وشعباً من التقسيم واقامة الدويلات الطائفية المتصارعة المتطاحنة وعبور نار الحرب المذهبية الى دول الجوار، وقد بدأت بالفعل نيران هذه الحرب وكتلها الملتهبة تصل لبنان والعراق..

وفي هذا السياق فان وصول وزيري خارجية روسيا واميركا الى حل بخصوص نزع الاسلحة الكيماوية السورية وصولاً الى مؤتمر جنيف، وحل الازمة حلاً سياسياً، يؤسس لمرحلة انتقالية تفضي الى انتخابات رئاسية وبرلمانية يحظى بتأييد دول العالم بعد أن نجح الطرفان في نزع فتيل الانفجار الرهيب وانقاذ السلم العالمي والقطر الشقيق والمنطقة كلها من كارثة محققة.

واستمراراً لهذا الحراك الملكي يلقي جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة الأردن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يستعرض فيها التطورات والتحديات التي تشهدها المنطقة، وخاصة ما يتعلق بمستجدات الوضع السوري وتداعياته وجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

لقد حرص جلالة الملك وخلال لقائه الرئيسين الاميركي والروسي وفي المنتديات الدولية على توضيح رؤية الاردن لحل ازمة سوريا والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.. وهي الرؤية التي تؤكد ان لا مناص من الحل السلمي في سوريا، ولا بديل عن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، في نطاق حل الدولتين كسبيل وحيد لانقاذ المنطقة من الانفجار، والارتهان للاحتلال والارهاب الصهيوني.

ومن هنا فان خطاب جلالته التاريخي سيؤكد ثوابت الموقف الاردني هذا، وسيدعو المجتمع الدولي الى ان ينهض بواجباته في دعم الحقوق الشرعية والوطنية للشعب الفلسطيني وبالذات حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني، أسوة بباقي شعوب العالم.

مجمل القول: زيارة جلالة الملك الى الصين ومباحثاته مع القادة الصينيين ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، ولقائه الامين العام وعدداً من رؤساء الدول المشاركة، تصب كلها في دعم قضايا الامة، وخاصة دعم الحل السلمي في سوريا الشقيقة، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لحل الدولتين، كسبيل وحيد لتحقيق الامن والاستقرار في منطقة تمور بالزلازل والفتن.

انه الرائد الذي لا يخذل أمته...