ما يحدث في سيناء من تطورات أمر يبعث على القلق، سيناء من أهم المواقع الاستراتيجية في المنطقة، وتكتلات الجماعات المتشددة تمثل خطرا كبيرا ليس على مصر وحسب، وإنما على محيطها الإقليمي. الإسلاميون المتشددون الذين يمارسون الإرهاب بشقيه الفكري والعسكري في مصر لم يستوعبوا هزيمتهم، ولم يصدقوا أن الشعب المصري قرر بإرادته الإطاحة بهم، هذه إرادة الشعب، هل يعقل أن الملايين التي خرجت في الـ30 من يونيو وأن كافة مؤسسات الدولة المصرية، المدنية منها والعسكرية، كانت على خطأ وحدها وجماعات الإسلام السياسي على حق؟! ما هذه الشرعية التي تتشدق بها تلك الجماعات مع أن الملايين من المصريين قد نزعوها منهم في مليونيات الـ30 من يونيو!

تتواصل في سيناء عمليات الاغتيال ضد الجنود المصريين، قتل السبت جنديان برصاص مسلحين من الجماعات المتطرفة، وقتل أمس 3 من أفراد الشرطة. إحدى الجماعات الإرهابية أذاعت شريط فيديو لعملية إطلاق رصاص من سيارة مسرعة على عقيد في الجيش المصري.

الجماعات المتشددة في سيناء على صلة بتنظيم القاعدة، والمصريون الآن لا يواجهون التنظيم السياسي للإخوان وحسب، وإنما يواجهون كل جماعات الإسلام السياسي على اختلاف أطيافها الفكرية. هذا الأمر يستدعي من السلطات المصرية والنخب ووسائل الإعلام، وكافة المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر؛ إحداث القطيعة الكاملة مع أفكار هذه الجماعات ورموزها ومؤسساتها.

أمن مصر ضرورة استراتيجية لأمن المنطقة بأسرها، ومحاولات الجماعات الأصولية والإخوان والتنظيمات الإسلاموية الأخرى؛ تقسيم الشعب واختطاف الثورة، ستنعكس على الأمن الإقليمي العربي. محاولة الإسلاميين استرداد السلطة في مصر حلم لا يمكن تحقيقه، الشعب والجيش وكافة مؤسسات الدولة حسمت أمرها في ما يتعلق بهذا الشأن، هذه المحاولات اليائسة من الإسلامويين ينبغي لأجهزة الأمن المصرية مواجهتها بكل حزم، لأن سيناء اخترقت وعلى مدار عام من حكم مرسي من قبل هذه الجماعات، وعدد الضحايا من العسكر تجاوز المائة منذ أن تم عزل الإخوان عن السلطة.

أمن مصر في خطر، ومستقبل الدولة المصرية على المحك، إلا إذا حزمت السلطات المصرية أمرها واستطاعت تطهير سيناء من التنظيمات الإرهابية المسلحة.