يخطئ تماماً من يعتقد أن براعة المبعوث الأمريكي للمنطقة «هوكشتاين»، هي التي ستكون العامل الرئيس في إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.

القصة، أو بالأصح عنصر الحسم، ليس في طرفي التفاوض في الأزمة، نبيه بري رئيس مجلس النواب، الذي يتفاوض نيابة عن الثنائي الشيعي السياسي مع الوسيط الأمريكي هوكشتاين.

العنصر الحاسم، الذي يوافق أو لا يوافق، والذي يعتمد الشروط أو يعدل بعضها أو يرفضها كلها، الطرف الذي يملك الكلمة العليا والنهائية والأخيرة، هو الطرف الإسرائيلي.

لماذا؟

إسرائيل تملك ذلك، لأنها الطرف الأقوى في الميدان، الذي فرض بالقوة المسلحة المدمرة وضعاً عسكرياً، أدى إلى تدمير شامل للقرى الحدودية، وقام بتصفية كافة القيادات الأساسية في «حزب الله»، وضرب قواعد الصواريخ الأساسية ومخازن السلاح أينما وجدت، وقام بحرث الأرض في الضاحية الجنوبية المكتظة بالسكان، وقام بعمليات تدمير «جراحية هناك من بيت إلى بيت».

ويضغط الجيش الإسرائيلي على «حزب الله»، بإجبار أكثر من مليون ونصف المليون مواطن ومواطنة على النزوح من منازلهم إلى صور وصيدا وطرابلس وبيروت، يعيشون بلا مأوى ولا طعام ولا دخل يومي، بعيداً عن مصادر أرزاقهم.

السبب الثاني، هو أن الوسيط الأمريكي الحالي، هو ممثل لإدارة بايدن، أي الرئيس المنسحب من التمديد في الانتخابات، المعبر عن حزب فقد أغلبية في مجلس الشيوخ والنواب، وينتظر تسليم السلطة للحزب الجمهوري، ولرئيس جديد، هو دونالد ترامب، بعد 60 يوماً.

هذه الفترة الزمنية في تاريخ السلطة السياسية في واشنطن، هي بلا تأثير أو فاعلية، بانتظار انتقال السلطة.

صاحب الكلمة هو بيبي نتنياهو، لذلك لا بد من طرح السؤال الكبير: هل يؤمن الرجل – الآن وفي هذه اللحظة – أنه يجب أن يوقف عملياته الأمنية والعسكرية؟ هل لديه أي مصلحة في عقد اتفاق الآن؟ وهل يهدي هذا الاتفاق لإدارة بايدن الراحلة؟