في ذاكرة التاريخ، كان سور الصين العظيم رمزاً للحماية وصمود الحضارات. أما اليوم، فالأوطان تحمى بسور آخر، ليس من الحجارة بل من الشباب المؤهل لمواجهة متغيرات العصر وتحدياته.

وفي الثاني من ديسمبر بمنطقة السميح موقع ولادة اجتماعات اتحاد الإمارات بين زايد وراشد، سيشهد الوطن مشهداً مهيباً، مشهد «الاصطفاف العظيم» لشباب الإمارات، أبناء وبنات، يقفون أمام قائدهم، رافعين رؤوسهم بكل فخر، وكأنما يقولون له: «نحن معك، مقبلين ولسنا مدبرين».. انظر إلى ثمرة رؤيتك: «جيل قوي، مؤهل، متسلح بالمسؤولية والقيادة».

ما يميّزهم هو التزامهم العميق تجاه وطنهم واستعدادهم لمواجهة التحديات المعاصرة بكل كفاءة واقتدار، الخدمة الوطنية ليست مجرد تدريب عسكري، إنها تجربة متكاملة تهدف إلى غرس القيم الوطنية في نفوس الشباب، وتعزز روح المسؤولية لديهم. ومن خلال برامجها التدريبية المتنوعة، يتم تأهيل الشباب لاكتساب مهارات قيادية واستراتيجية تمكنهم من اتخاذ قرارات حاسمة في أصعب الظروف. هذه التجربة لا تعد الشباب فقط للحياة العسكرية، بل تسهم في صقل قدراتهم لتوظيفها في حياتهم اليومية والمهنية.

العالم اليوم مليء بالتحديات التي تتطلب أفراداً يتحلون بالانضباط والقدرة على التكيف. من هنا، تسهم الخدمة الوطنية في إعداد شباب الإمارات بدنياً وذهنياً، حيث يتلقى المشاركون تدريبات مكثفة تعزز من تحملهم للضغوط وقدرتهم على التعامل مع المواقف الصعبة بروح إيجابية.

إنها تجربة تنمي الثقة بالنفس وتجعل الشباب على أهبة الاستعداد لأي طارئ، في سبيل حماية الوطن ومجتمعه ومكتسبات النهضة.

ومن أبرز الأهداف التي حققتها الخدمة الوطنية، تعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الإمارات بجميع أطيافهم الاجتماعية. حيث يجتمع شباب الإمارات تحت راية واحدة لتتلاشى الفروق بينهم، ويحل محلها شعور قوي بالوحدة والانتماء. العلاقات التي تنشأ في هذه البيئة تستمر مدى الحياة، وتخلق مجتمعاً متماسكاً بروح وطنية خالصة، قادراً على مواجهة أي تحديات مستقبلية.

ختاماً، تمثل الخدمة الوطنية في الإمارات تجربة استثنائية، تعمل على تشكيل هوية الشباب الوطني، وتعزز قدراتهم القيادية والعمل بروح الفريق. إنها تجسيد لرؤية قيادة حكيمة تسعى إلى بناء جيل قوي، ملتزم، ومجهز لرفع راية الوطن عالياً. في ظل هذه الجهود، يخطو شباب الإمارات نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حاملين معهم قيم الانتماء والوحدة والتميز.