لطالما مثل المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نموذجاً متفرداً للقيادة، فقد جمعت بينهما رؤية استراتيجية وثيقة لتوحيد الإمارات، وتحقيق نهضة شاملة لمستقبل هذا الوطن.

حلم تحقق بالإرادة المشتركة

أدرك القائد المؤسس الشيخ زايد منذ البداية أن الوحدة قوة، وأن تحقيق الاتحاد بين الإمارات يتطلب تكاتفاً من الجميع. وفي فبراير عام 1968، جاء اللقاء التاريخي بينه وبين الشيخ راشد، حيث اتفقا على العمل المشترك لتأسيس الاتحاد.

وقد قال الشيخ زايد معبراً عن دور الشيخ راشد: «كثيرون رددوا هذا الرأي، والواقع أن فكرة الاتحاد بين إمارات الخليج نبتت بعد الاتفاقية الثنائية بين أبوظبي ودبي في شهر فبراير من عام 1968؛ فالبيان الذي صدر بعد اجتماعي بالشيخ راشد بن سعيد حاكم دبي فتح الطريق أمام جميع الإمارات الأخرى».

قيادة بروح الأخوة

عمل الشيخ زايد والشيخ راشد على تعزيز مفهوم التعاون، ليس فقط كشركاء في الحكم، بل كإخوة هدفهما خدمة الشعب الإماراتي.

وصف الشيخ زايد هذا التعاون بالقول: «وقد تكلم بعض الإخوة مع حكام الإمارات للمساهمة في ميزانية الاتحاد، وفي دبي تكلموا مع الشيخ راشد، والشيخ راشد ساهم دون أن أطلب، وساهم الآخرون كذلك، ولو أردنا من الشيخ راشد أن يدفع الضعف فلن يمانع، ونحن إخوان، والمهم الآن هو إقامة السياج للحفاظ على السعادة التي ننعم بها وضمان بقائها».

رؤية استراتيجية متكاملة

لم تكن جهود زايد وراشد مقتصرة على تحقيق الاتحاد، بل تجاوزت ذلك إلى بناء دولة متطورة. وقد وصف الشيخ زايد حكمة الشيخ راشد وتفانيه في تحقيق التنمية بقوله: «أتمنى لإمارة دبي وشعبها الشقيق تقدماً مطرداً بقيادة صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم».

استدامة النهضة باتحاد القلوب

يُعد الاتحاد ثمرة التخطيط الاستراتيجي والرؤية الواضحة التي انتهجها الشيخ زايد، وساهم الشيخ راشد في تحقيقها بإرادته الصلبة وحرصه على البناء. وقد عبّر الشيخ زايد عن رؤيته للاتحاد بقوله: «إن الاتحاد هو أن نصبح جميعاً كتلة واحدة منيعة، والاستفادة بما لدينا من إمكانيات وطاقات لتحقيق خير المواطن على أرضنا».

أثر مستمر

تستمر روح زايد وراشد في الوجود من خلال نهج القيادة الذي أرسياها، والذي يركز على تمكين الإنسان، وتعزيز التنمية الشاملة، وتحقيق الازدهار. إن يوم الاتحاد ليس مجرد ذكرى، بل هو احتفاء بما غرسه القائدان مع المؤسسين من قيم الوحدة والتعاون، ليكونا منارة للأجيال القادمة.

في الختام، يبقى الإرث الذي تركه الشيخ زايد والشيخ راشد شاهداً على أن الأحلام الكبرى تتحقق بالإرادة المشتركة. وهكذا، تظل قصتهما رمزاً للتعاون الذي لا يعرف حدوداً، والتكاتف الذي لا تضعفه التحديات.