في عالم متسارع التغير والتطور، يتزايد فيه غزو التقنيات الحديثة وسيطرة الذكاء الاصطناعي... أصبح الإعلام بحاجة ماسة إلى إعادة صياغة دوره ووظائفه ليكون مستعداً لمواجهة التحديات، ومساهماً فاعلاً في تشكيل المستقبل.

ويأتي الكونغرس العالمي للإعلام 2024 تحت شعار الرؤية، التمكين، التفاعل لوضع رؤية عالمية حول مستقبل الإعلام، بما يتماشى مع رؤية الإمارات الهادفة إلى بناء دولة قائمة على الابتكار، الاستدامة، والتفاعل العالمي، لرسم خريطة طريق مستقبل إعلامي أفضل يعيد صياغة علاقة الإعلام بالعالم.

وانطلاقاً من هذه الرؤية نحرص في المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على المشاركة في هذا الحدث العالمي المهم الذي يحاكي رؤى وتوجهات إمارة الشارقة الإعلامية، وتأتي مشاركتنا هذا العام ضمن أجندة ثرية لإمارة الشارقة تتقاسمها مؤسسات الشارقة الإعلامية التي تعمل تحت مظلة مجلس الشارقة للإعلام.

ونؤكد حرصنا على تجسيد نهج الشارقة الريادي في تعزيز حضور الإعلام كأداة للتنمية المستدامة والحوار الثقافي... فالشارقة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تبنت منذ عقود استراتيجية واضحة لدعم الإعلام كركيزة أساسية لتعزيز القيم الثقافية، وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية، وتشجيع الابتكار في مجالات الاتصال والإعلام.

وضمن هذا الحدث العالمي الذي يجمع كبرى المؤسسات الإعلامية، حرصت الشارقة على إبراز هويتها المميزة من خلال مشروعاتها ومبادراتها التي تستهدف بناء جسور التواصل مع العالم وتعزيز الفهم المشترك بين الشعوب عبر إبراز أهمية الكلمة والصورة في بناء مستقبل مستدام.

لطالما وضعت الإمارات، المستقبل في صميم أهدافها وسياساتها، وقدمت نموذجاً لإعلام يتجاوز الحدود التقليدية ليصبح قوة محركة للتغيير البنيوي الذي يعيد التعريف الشامل لدوره في المجتمع ليمثل هذا الحدث العالمي نقطة انطلاق لهذا التحول من خلال مناقشة محاور جوهرية تتوافق مع رؤية الإمارات.

وفي الوقت الذي تسعى فيه رؤية الإمارات إلى تقديم نموذج عالمي للتنمية الشاملة. فإنها تولي تطوير الإعلام أولوياتها كونه من أدواتها الأساسية لنقل هذه الرؤية بما يعزز مكانتها كدولة تساهم في تشكيل مستقبل الإنسانية.

إن الكونغرس العالمي للإعلام بطروحاته ورؤيته يقدم وصفته العلنية، في إعادة بناء البنية التحتية للإعلام العالمي بما يواكب تطورات العصر الرقمي، ليشكل مختبر أفكار يجمع العقول المبدعة والخبراء لوضع نهج جديد للإعلام، يواكب التحولات غير المسبوقة التي يمر بها العالم، ويقدم الإمارات نموذجاً للإعلام الجديد وبناء الشراكات الإعلامية التي تتجاوز التنافس التقليدي إلى التعاون نحو تقديم محتوى يخدم الإنسان.