تقوم السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة في جوهرها على أساس صلب، تم اختباره عشرات المرات، منذ قيام دولة الاتحاد على مدار العقود الماضية، وحتى اليوم.

هذا المبدأ ببساطة ودون تعقيد عنوانه عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، والصديقة على الإطلاق.

وفي الوقت ذاته لا تتأخر الإمارات عن تلبية نداء الواجب، ومد يد الخير للمساعدة والدعم لتوفير الاحتياجات الأساسية للشعوب دون النظر إلى مستوى وطبيعة العلاقة، ووجود مصالح مباشرة معها أم لا.

حدث ذلك الدعم غير المشروط -ولا يزال- في العديد من المناطق والدول مثل غزة والسودان واليمن وسوريا خلال زلزال 2023، وحتى اللحظة لمساعدة اللاجئين.

في المشهد السوري الراهن، ومنذ غادر بشار الأسد دمشق تعج الساحة بالعديد من اللاعبين الدوليين والإقليمين، ولا ريب أنهم جميعاً، وفي ظل رخاوة الوضع السياسي القائم في دمشق يطمعون في استغلال الأوضاع، لتحقيق مآربهم، وبسط هيمنتهم ونفوذهم على البلاد.

هذه الأجواء تثير قلق كل عربي غيور على الأمن القومي للأمة، التي تم استباحتها خلال العقدين الماضيين، كما لم يتم استباحة أي منطقة أخرى من العالم، ومن هذا المنطلق تداعت الدول العربية للاجتماع بمدينة العقبة الأردنية، وأصدروا قرارات مهمة لدعم سوريا.

في هذا الإطار شددت الإمارات على دعم حق سوريا في السيادة على كامل التراب الوطني، ورفض المساس باستقلال قرارها، مع مطالبة الأطراف الإقليمية والدولية الالتزام الكامل بعدم التدخل في الشأن السوري، ورفض كل أشكال العدوان التي طالت الأراضي السورية.

وأصدرت الخارجية الإماراتية بياناً شديد اللهجة أدانت فيه استيلاء القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، مؤكدة الرفض القاطع لهذه الممارسات، التي تهدد بالتصعيد والتوتر في المنطقة.

ووجهت القيادة الجهات المعنية في الدولة أن تكون على أهبة الاستعداد، للتحرك ميدانياً من أجل دعم الأشقاء، والنظر بشكل سريع في تلبية الاحتياجات العاجلة للشعب السوري.

إن الإمارات من واقع المسؤولية، والالتزام الأخوي تدرك أن سوريا تمر بمرحلة حرجة، ومن ثم فإنها لن تتوانى عن بذل جهودها، حتى تتمكن حاضرة الشام من تجاوز هذه المرحلة، والشروع في عملية إعادة الإعمار، وبناء سوريا الجديدة.

عيوننا على سوريا مفتوحة، لن نتركها وحدها للذئاب تفترسها، وقلوبنا تحتضن شعبها بكل أطيافه من أجل غد أفضل، ومستقبل يليق بما قدموا من تضحيات، وقاهم الله شر المتربصين.