قبل 34 عاماً ترجل المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، عن صهوة جواده، حيث رحل بهدوء عن دنيانا ليحط رحاله عند رب العزة، بعد أن أسس الوطن وشيد البنيان وبنى الإنسان. قبل 34 عاماً غادرنا والد دبي وباني نهضتها بجسده في لحظة أوجعت قلوبنا جميعاً، ولكنه برغم ذلك ظل ساكناً في ذاكرتنا وحاضراً على الدوام في قلوبنا ووجداننا نحن الذين عشنا معه سنوات طوالاً.
كان الشيخ راشد حاكماً رشيداً، وظلاً نتفيأ به، وصاحب مسيرة مليئة بالإنجازات والعطاء، حيث سخر وقته وبذل جهده لأجل نهضة دبي التي أصبحت اليوم واحدة من أجمل المدن وأكثرها تقدماً، ونموذجاً لمدن المستقبل، فكل إنجاز تحقق في مدينة دبي التي تسابق الزمن، كان للشيخ راشد بصمة مبكرة في تجسيده واقعاً.
فقد حفر، طيب الله ثراه، اسمه ناصعاً في التاريخ، بكونه قائداً تمكن بفضل رؤيته الثاقبة، من تحويل دبي إلى مركز تجاري رئيس في المنطقة والعالم، وهي مهمة اعتبرها كثير ممن عايشوه ضرباً من المستحيل.
لقد كان الشيخ راشد المعلم الأول لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الذي عبّر عن ذلك بقوله: «أبي والخيل ودبي، هي ذكرياتي الأولى في طفولتي، أبي والخيل ودبي، هي ذاكرتي التي ستبقى معي حتى النهاية».
واليوم نستذكر والدنا الشيخ راشد بن سعيد ووقفته إلى جانب الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراهما، في تشييد صرح الاتحاد الشامخ، الذي جمعنا على قلب واحد، وأرسى دعائم دولة الإمارات التي باتت نموذجاً يحتذى به، في استشراف المستقبل وتمكنت من بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
مسار:
ترك لنا الشيخ راشد إرثاً أصيلاً، نتعلم منه ونستلهم منه الدروس في بناء الدولة.