تهتم قيادتنا الحكيمة، حفظها الله، بتنمية مهارات شبابها في شتى القطاعات وتقوم بتنظيم العديد من الفعاليات لتحقيق هذه الغاية ومنها مسابقة التاجر الصغير التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، برعاية وزارة شؤون الرئاسة، في معارض أقيمت تباعاً في أبوظبي ورأس الخيمة ودبي خلال الأيام الماضية. المسابقة تهدف إلى صقل مواهب صناع المستقبل من طلاب المدارس والجامعات في كل ما يتعلق بالتجارة، بما فيها مواهب التسويق والإدارة، واختيار الموقع، والتعامل مع العملاء والعمل على جذبهم وذلك بعرض مختلف أنواع المنتجات والأفكار في جو تجاري حقيقي.

لقد سعدت بالتجوال في محطات المسابقة من خلال زيارتي لابني عبدالله لمساندته ودعمه في مشاركته الأولى في المسابقة بناءً على شغفه ورغبته في التواجد فيها. لاحظت خلال الزيارات جدية التجار الصغار من ذكور وإناث وروح التحدي لديهم، ورغبتهم في تسويق منتجاتهم وأفكارهم، والمنافسة الحميدة مع بعضهم البعض خاصة إن البعض زادت لديهم المعرفة والثقة نتيجة لمشاركاتهم السابقة. كما لاحظت إصرارهم في أكتساب العديد من المهارات والأساليب التجارية ناهيك عن الثقة بالنفس في التعامل مع الآخرين وخاصة العملاء بإختلاف أنواعهم وثقافاتهم من خلال جلب أفكار جديدة ومبتكرة في جذب انتباه الزبائن وإقناعهم بالشراء.

وقد كانت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للمسابقة في محطتها الأخيرة في دبي بمثابة مسك الختام للمسابقة في هذا العام. تجول سموه في ردهات المعرض متمنياً لهم النجاح في كافة مشاريعهم والفوز في المسابقة، حيث تركت صدى قوياً لدى التجار الإماراتيين الصغار مدركين اهتمام قيادتنا بهم وبمبادراتهم. وهذا الدعم ليس بغريب على حكومتنا، حفظها الله، حيث تولي اهتماماً كبيراً بتبني المبادرات ودعم مشاريع الشباب من خلال صناديق عدة أهمها صندوق خليفة لتطوير المشاريع، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

مسابقة التاجر الصغير فكرة عصرية رائدة يستحق القائمون على المسابقة الشكر والثناء على جهودهم المخلصة وتسخيرها في خدمة هذه الشريحة المهمة من مجتمعنا، وهم رجال وأمهات المستقبل الذين تبني الدولة عليهم الآمال والتطلعات في تكملة مسيرتها بتميز والتي أرسى قواعدها معلمنا وقائدنا ووالدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. المسابقة يمكن أن تحقق نتائج أفضل في الهدف المنشود منها وتزيد عدد المشاركين. يا حبذا إعادة النظر في التوقيت حيث إن فترة العطلات المدرسية والأعياد ستكون الأفضل في تنظيمها، لضمان مشاركة أكبر عدد من الطلاب وزيادة معدل إنفاق الزوار وخاصة الخليجيين. كما إنه يستحسن اختيار مراكز تجارية ضخمة أفضل لضمان نجاحها. كذلك يستحسن تنظيمها في جميع إمارات الدولة في الفترة نفسها رغبة في أن تعم الفائدة معظم التجار الصغار الذين يرتقي بهم الوطن.