الإرهاب المجهول هو مجموع الجرائم التي تقع في مكان ما، مخلفة وراءها خسائر مادية جسيمة وضحايا أبرياء، فهو لا يميز بين المدنيين والعسكريين ويكون مجهول الفاعل، مرتبطا بمصالح شخصية لهدف خلخلة التوازنات الداخلية وزرع الذعر والرعب بين المواطنين، وتعطيل سير الحياة اليومية. والإرهاب المجهول ليس له دين ولا عرق ولا وطن، فهو لا يفرق بين طفل رضيع أو أم عجوز، ولا يميز بين العسكري الشريف وغير الشريف.
في الآونة الأخيرة كثر الإرهاب المجهول على مستوى العالم، وتسبب في قتل الكثير من الأبرياء؛ أطفالا ونساء، بسبب الجهل والتعطش للفعل الدموي، واليوم باتت وسائل الإعلام تنقل أخبارا من قلب الحدث وقت وقوعه في كل أنحاء العالم، لكنها بطريقة غير مباشرة تساهم في توسيع الفكر الإرهابي بين صفوف المجتمع.
وتتعدد أهداف الإرهاب المجهول، ومن أهمها:
أولا: زرع الذعر والرعب بين الناس، سواء المواطنين أو الزوار للبلد. فعلى سبيل المثال، كانت سوريا من أكبر الدول العربية التي تستقطب زوارها من جميع أنحاء العالم، واليوم حتى الطيور المهاجرة تذعر وتغير اتجاهها.
ثانيا: خلق اضطراب في التوازنات الداخلية والخارجية، وهذا ربما يكون من أهم أهداف الإرهاب، نظرا لأهمية هذه التوازنات. هذا الفعل الإجرامي ربما يقوم به بعض المنظمات العالمية السرية، والتي تكون تابعة إما لأشخاص أو لبعض الدول، من أجل السيطرة على دول بعينها معروفة بخيراتها وثرواتها، تمهيدا لغزوها والسيطرة على هذه الثروات ونهبها، كما وقع في العراق مثلا.
ثالثا: الضغط على الحكومات من طرف هذه المنظمات الإرهابية، لإرغامها على إلغاء قراراتها ومشاريعها التنموية، وذلك بقيامها بتفخيخ المدارس والمستشفيات والأماكن العمومية، وغالبا ما تسجل هذه الجرائم ضد مجهول.
سوريا اليوم هي المحطة الأولى للإرهاب المجهول في الشرق الأوسط، حيث يلعب الإرهاب دورا كبيرا في خلق اضطرابات ومواجهات بين الجيش الحر والجيش النظامي، من أجل إطالة أمد الحرب في البلد وتكبيده مزيدا من الخسائر المادية والعسكرية والبشرية، حيث وصلت حصيلة القتلى في سوريا أكثر من 75000 ألف قتيل، أغلبهم من المدنيين، مما دفع منظمة الأمم المتحدة إلى رفع شعار: "كفى.. كفى أوقفوا الحرب في سوريا"، ولكن ما من مجيب!
تفجيرات بوسطن نفذها شخصان: الأول لم يبلغ سن الرشد القانوني، والثاني الأكبر منه كان يحرضه ويدربه، ولكن لماذا نفذا هذا التفجير في وسط ماراثون عالمي يحضره مدنيون أبرياء، من بينهم الطفل مارتن ريتشارد ابن الثامنة من عمره الذي قتل في هذا التفجير! هل يعقل أن يقتل طفل بسبب تهور الإرهابيين ونقص وعيهم، وعزمهم على الانتقام من المجتمع لسبب لا يعرفه إلا هم؟ ولكن مهما تعددت المطالب الشخصية، فهي لا ترقى لكي تكون مبررا للقتل!
في العراق مسلحون مجهولون يقتلون خمسة جنود عراقيين، لم ينسب العمل الإرهابي لأي طرف، ولكن قتلوا لأسباب مجهولة.. كيف يقتل جنود لأسباب مجهولة والوكالات الاستخباراتية لا تعرف من الفاعل؟ ما هو الدافع لقتل جنود يحافظون على الأمن في البلاد؟ هل لنسف المعاهدات؟ أو لخلق اضطرابات جديدة في المنطقة؟ أو لزرع الذعر والرعب لدى الجنود والمدنيين؟ والسؤال الأهم: إلى متى هذه الجرائم مجهولة الفاعل؟!
الحمد لله أن جنود خليفة في دولة الإمارات يقظون. وفي تصريح لسيدي سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية: "إلى كل صاحب نية خبيثة في العالم نقول: إن دولة الإمارات صامدة برجالها، ومستعدة لمواجهة جميع الأخطار المحتملة من هذا القبيل، شعب دولة الإمارات شعب وفي يحب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ويكن له الولاء، ولا يرضى بأي عدوان مجهول أو معلوم".
الشعب اليوم يلعب كل الأدوار في المجتمع، لكي يبطل أي تجمع مشكوك فيه في دولة الإمارات العربية المتحدة.. فهنيئا للشعب الإماراتي لأن الله وهب لهم قائدا وأبا فاضلا هو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.