اليوم، التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، يصادف الذكرى التاسعة لرحيل مؤسس دولتنا الغالية، الإمارات العربية المتحدة، وباني نهضتها وعزتها المغفور له بإذن الله تعالى والدنا ومعلمنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد الذي فعلاً نذر نفسه وكرس جهده وأبدع في خدمة وطنه ومواطنيه، حتى أصبحت الإمارات مثالاً يحتذى به في معظم ومختلف المجالات ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على المستوى العالمي.

وفي هذا اليوم لابد لنا من وقفة صادقة نشكر فيها هذا القائد العظيم الذي بحكمته نفتخر ونعتز نحن أبناء الإمارات بارتباطنا به. وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله"، لذا يتوجب علينا أن نشكر الله على تأسيس وقيام دولتنا على يد الشيخ زايد، رحمه الله، وعلى قيادتنا الحالية، حفظها الله، وعلى ما تم إنجازه خلال الواحد والأربعين سنة الماضية.

لقد حققت الدولة إنجازات ضخمة ومتعددة في مختلف المجالات، ولم يعد النفط وحده مصدر الدخل، فتماشياً مع سياسة الدولة في تنويع موارد الاقتصاد زادت نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي لتصل إلى 70 في المئة.

منذ إعلان الاتحاد حرص الشيخ زايد باستخدام مردود الموارد النفطية في بناء البنى التحتية الحديثة والمتطورة في جميع إمارات الدولة وخاصة في قطاع الطيران حتى أصبحت الدولة مقراً لكبرى الشركات العالمية ومقصداً تجارياً وسياحياً متميزاً.

بفضل المقومات الاقتصادية الضخمة التي تمتلكها، وسياسة الأجواء المفتوحة التي تنتهجها في قطاع الطيران حققت الدولة إنجازات ضخمة ومتعددة وباتت مثالاً يحتذى به في التطور والتقدم خاصة في هذا القطاع الذي كانت له الأهمية الكبرى في المشاركة في تميزالدولة، حيث يشكل هذا المجال الحيوي نسبة مساهمة تقدر بحوالي 15% في الدخل الاجمالي للدولة.

نتائج بصمات الشيخ زايد، تؤكد نجاحها معظم التقارير العالمية، إن لم تكن جميعها، حيث تشيد باستمرار تفوق الدولة في البنية التحتية في قطاع الطيران، مما جعل الدولة تقرر توجيه بعض استثماراتها المستقبلية لهذا القطاع، حيث تواصل المطارات الإماراتية استثماراتها الضخمة في تطوير البنية التحتية، بإنشاء مطارات جديدة تصل إلى 100 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك باستخدام أفضل وآخر ما توصلت إليه التقنية في هذا القطاع.

سياسة الأجواء المفتوحة التي اتبعتها الدولة جعلت منها نقطة وصل متميزة، حيث يستطيع 33% من سكان العالم الوصول إلى الدولة عبر الطيران في غضون 4 ساعات فقط، بينما يستطيع 66% من سكان العالم الوصول إليها بواسطة الطيران خلال 8 ساعات.

نتيجة لذلك باتت مطارات الدولة، التي تناول أكثر من 2000 رحلة يومياً، بوابات متميزة تطل على العالم، وتعمل على توسيع حركة التجارة وإعادة التصدير، وأصبحت شركات الطيران العالمية تتسابق لاختيارها كمراكز إقليمية لها في المنطقة، نظراً لجودة الخدمات والتسهيلات.

كما كان اهتمام الشيخ زايد بالبنية التحتية في قطاع الطيران واضحاً من خلال تحقيق شركات الطيران الوطنية إعجازاً بمستوى خدماتها الراقية وطائراتها الحديثة حتى أصبحت المارد الذي تخشاه شركات الطيران الأخرى نظراً لنموها المتسارع وزيادة حصتها في الوجهات العالمية، مما حدا بالركاب تفضيلها على شركاتهم الوطنية.

هذا التفوق جاء نتيجة للخطط الإستراتيجية الخاصة بالنمو والتوسع، حيث تواصل مسيرتها نحوالنمو بفضل تغييرات ملحوظة في استراتيجيات أعمالها.

 باللإضافة إلى توسعة شبكاتها وتنمية أساطيلها، تعمل الناقلات على التواصل بنطاق أبعد من خلال تملك أكبر نسبة من حصص الأسواق العالمية من خلال القيام بإبرام تحالفات واتفاقيات تملك حصصا في كبرى شركات الطيران العالمية أو المشاركة بالرمز معها.

ذلك قد أدى إلى قيام ناقلاتنا بتحقيق أكبر الصفقات في تاريخ الطيران بشراء طائرات جديدة وبأعداد هائلة وذلك تحقيقاً للنظرة الثاقبة لقيادتنا الرشيدة.

ناقلاتنا الوطنية باتت تستلم وتضيف لأساطيلها أكثر من ثلاث طائرات شهرياً، حيث بلغ عدد الطائرات في أسطول الطائرات التابع للناقلات الوطنية أكثرمن 350 طائرة، مقابل 286 طائرة في عام 2011، موزعة لكل من طيران الإمارات، والاتحاد للطيران وفلاي دبي، والعربية للطيران وطيران رأس الخيمة.

كما حلّت الإمارات في المركز السابع عالمياً في عدد المسافرين الدوليين بإجمالي 82 مليون شخص سنوياً، فيما حافظت على ترتيبها في معدلات نمو الركاب، لتأتي في المركز الثاني بمتوسط 10,2%، بحسب " الأياتا"، فبالإضافة للناقلات الوطنية تقوم أكثر من 150 شركة طيران أجنبية تعمل في مطارات الدولة، بتسيّر رحلات منتظمة انطلاقاً من مطارات الدولة، فضلاً عن عشرات شركات الطيران التي تسيّر رحلات عابرة غير منتظمة.

وتتوقع عدة مصادر في قطاع الطيران أن يتجاوز عدد المسافرين بنهاية هذا العام حاجز المئة مليون مسافر، حيث تعمل الدولة على تطوير قطاعات السياحة والطيران، وتتطلع إلى استقطاب نحو 15 مليون سائح بحلول عام 2020 بفعل امتلاكها بنية تحتية نموذجية لقطاع الطيران المدني وأسرع المطارات وشركات الطيران نمواً عالمياً .

وبكل فخر بدأت الدولة أولى مراحلها في صناعة الطيران من خلال مصنع ستراتا، وحدة مبادلة المتخصصة في صناعة هياكل الطائرات، وبأيادٍ وإدارة إماراتية.

بالإضافة أصبحت دولتنا الغالية مركزاً إقليمياً ولاعباً دولياً في حلبة صناعة المعارض الإقليمية والعالمية متمتعة في ذلك ببنية تحتية قوية وذلك بشهادة العديد من خبراء قطاعات أساسية هي الدفاع والطيران والسياحة والضيافة والعقارات، حيث يبشر مستقبل هذه القطاعات بإمكانات واعدة تضاف لمحفظة الدولة من هذه الثروة المستدامة.

الاهتمام الذي أبداه الشيخ زايد في تطوير حكومة الاتحاد وتوفير الحياة الكريمة لشعب الإمارات واهتمامه بالبنية التحتية لقطاع الطيران التي كان لها الأثر الكبير في تحقيق تفوق واضح للدولة في معظم المجالات، نجني ثماره اليوم حيث فرحنا قبل عدة أسابيع بحصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في مجال الكفاءة الحكومية، وتحقيق أكبر قفزة بين جميع دول العالم في مجال التنافسية بين الدول هذا العام، لتصل إلى المركز الثامن عالمياً، وتحقق أيضاً المركز الرابع عالمياً في مجال الأداء الاقتصادي، بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2013.

كل هذه الإنجازات وخاصة في قطاع الطيران تمثل رسالة إلى كل الأجيال، في الاستمرار بالعمل والإبداع سعياً لإحراز مزيد من الرخاء والازدهار، لاستكمال ما بدأه، رحمه الله، الشيخ زايد، جزاه الله عن الإمارات كل خير على إنجازاته وسيرته العطرة، فشكـراً لك والـدنـا زايــد.