في سياق العملية الاستعمارية الإجلائية الجارية فوق الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، خاصة في منطقة القدس لوصل التجمعات الاستيطانية الكبرى في معاليه أدوميم وجبعات زئيف وجبل جيلو مع القدس، وخنق القرى الفلسطينية في المناطق المحيطة وعلى خط حدود القدس الكبرى، تعددت جبهات الهجوم الإسرائيلي لفرض الأمر الواقع الديمغرافي السياسي السيادي على المدينة المقدسة، وانتقل الأمر إلى إصدار أوامر من تحت الطاولة وغير «منشورة»، بإغلاق عدد من المؤسسات الفلسطينية العاملة ضمن المدينة، وقد تم غلقها بالفعل منذ عدة سنوات.

وبحسب المصادر الإسرائيلية هناك نحو عشرين مؤسسة فلسطينية كانت تعمل ضمن المدينة، وقد تم إغلاقها، وهي: وزارة الأديان الفلسطينية. مكتب مفتي الديار الفلسطينية.بيت الشرق، مركز الإحصاء،مكتب الرياضة والشبيبة، الإذاعة الفلسطينية، مكتب الخرائط والجغرافيا، مكتب النائب حاتم عبد القادر، مجلس الإسكان الفلسطيني، لجنة القدس التابعة للمجلس الاشتراعي.

ـ مكتب المشروع الفلسطيني للمشاريع الصغيرة

ـ مكتب لجنة مقاومة الاستيطان، في مكتب مفتي القدس.

ـ مكتب مؤسسة الجريح الفلسطيني في بناية النزهة.

ـ مركز الطاقة الفلسطيني، في شارع راهبات الوردية في بيت حنينا.

ـ جامعة القدس قرب متحف روكفلر.

ـ مستشفى المقاصد الإسلامية.

ـ مستشفى اوغستا فكتوريا.

ـ المجلس الإسلامي الأعلى في مدخل المسجد الأقصى.

ـ مكتب محافظ لواء القدس، في أبو ديس.

ـ مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» في شارع علي بن أبي طالب.

ـ مكاتب وزارة المعارف الفلسطينية حيث تدير جهاز التعليم الخاص والمدارس التابعة للأوقاف والكنائس المسيحية و»الأونروا».

ـ مكتب التأهيل المهني شعفاط شرق المدينة.

وتشكل أعمال الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى المبارك بحثاً عن الهيكل المزعوم، خطورة بالغة، إذ تستهدف تفريغ الأتربة والصخور من تحت المسجد وقبة الصخرة، لتركهما قائمين على فراغ يجعلهما عرضة للانهيار والسقوط. كما أن الحفريات أسفل المسجد الأقصى بدأت بعد الاحتلال الكامل للمدينة المقدسة عام 1967، ومرت بعشر مراحل مختلفة:

في المرحلة الأولى هدم الاحتلال حي المغاربة نهائياً لتكون الأرض جاهزة لأي أعمال حفر وتنقيب، واستمرت الحفريات في هذه المرحلة سنة كاملة ووصل عمقها إلى 14 متراً. وفي المرحلة الثانية استمرت أعمال الهدم في الأحياء الإسلامية مع إجلاء سكانها العرب، وفي هذه المرحلة حدث حريق المسجد الأقصى عام 1969، واقيمت في تلك الفترة المعاهد والمدارس والاستراحات والفنادق وغيرها فوق أنقاض الأبنية العربية.

وجرت الحفريات على امتداد 80 متراً حول السور. وكانت المرحلة الثالثة بين عامي 1970 و1972، وبدأت بشق الأنفاق تحت أسوار المسجد الأقصى من جانبيها الجنوبي والغربي حتى نفذت إلى الأرضية الداخلية تحت ساحة المسجد، وشملت هذه المرحلة الاستيلاء على أبنية إسلامية كثيرة منها المحكمة الشرعية.

أما المرحلة الرابعة فكانت عام 1973، وخلالها اقتربت الحفريات من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وتغلغلت مسافة طويلة تحته، ووصلت أعماقها إلى أكثر من 13 مترا. وتوسعت الحفريات في المرحلة الخامسة عام 1974 تحت الجدار الغربي. وجاءت المرحلة السادسة بين عامي 1975 و1976، وأزال المحتلون خلالها مقبرة للمسلمين تضم رفاة الصحابيين: عبادة بن الصامت.

وشداد بن أوس رضي الله عنهما. وفي المرحلة السابعة عام 1977 وصلت الحفريات إلى أسفل مسجد النساء داخل الأقصى، وتمت خلالها موافقة لجنة وزارية إسرائيلية على مشروع بضم الأقسام الأخرى من الأراضي المجاورة للساحة وهدم ما عليها بعمق 9 أمتار.

وفي المرحلة الثامنة عام 1979 بدأت حفريات جديدة تحت الجدار الغربي، قرب حائط البراق الذي يسميه الإسرائيليون «حائط المبكى»، وشق نفق واسع طويل تقرر الاستمرار فيه حتى يخترق المسجد الشريف من شرقه إلى غربه، وتم تحصين هذا النفق بالإسمنت المسلح، وأقيم كنيس صغير يهودي افتتح رسمياً من قبل رئيس دولة الاحتلال.

أما في المرحلة التاسعة خلال عام 1986 فقد استمرت الحفريات من جانب، وتم إجلاء أعداد كبيرة من السكان من القدس القديمة، وأغلقت سلطات الاحتلال مشفى فلسطين داخل البلدة. وبدأت المرحلة العاشرة منذ عام 1989 وما زالت إلى الآن، مع ما رافقها من هبة نفق الأقصى.