كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله قبل افتتاح المنتدى الاستراتيجي العربي والذي انتهى قبل ايام، تحمل في طياتها الكثير من الرسائل الموجهة الى حكومات العالم في هذا الذي تسود فيه الاضطرابات وحالة من عدم الاستقرار الامني والسياسي في اغلب بقاع الارض.
واهم هذه الرسائل هي ضرورة الاستعداد لمواكبة التغييرات المستقبلية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك عبر التخطيط الصحيح ووضع الاستراتيجيات والسيناريوهات المختلفة لتجاوز هذه التحديات والتحلي بالحكمة لانهاء الخلافات والصراعات.
ان التحديات المقبلة للحكومات سواء الحالية او الجديدة ليست بالسهولة التي يتوقعها الكثيرون، لانها تتزايد مع الوقت في ظل اختلاف الاحتياجات وتنوعها طبقا للظروف،..
ولو اخذنا الجانب التكنولوجي الذي ذكره سموه واصفا اياه بانه عالم تقني أسرع تغيراً من أي وقت مضى، سنعلم بضرورة الاستعداد لهذه التغييرات ليس هذا فحسب بل ايضا المرونة وهي العامل الاساسي في وضع الخطط المستقبلية ليكون لها القدرة على التكييف حسب هذه المتغيرات.
لقد بدأت حكومة الامارات باكرا التفكير بالمستقبل، وما قامت به بمبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في وضع الرؤية الواضحة والرسالة المستنيرة التي رسمت الطريق الى المستقبل ويتم تنفيذها ضمن خطة استراتيجية طويلة المدى وسيناريوهات مرنة تتغير حسب متطلبات العصر جعلت من الامارات دولة تتقدم على الكثير من الدول التي بدأت قديما ومنذ مئات السنين ..
وهي لم تتعد 43 عاما في كافة المجالات فاصبح لها ثقلها الاقتصادي والسياسي في المنطقة بل والعالم، مما كان له الاثر الكبير الذي انعكس على شعبها الذي اصبح بفضل القيادة الرشيدة اسعد شعوب العالم، ولنا الفخر في ذلك.
ان الدور الذي تقوم به حكومة دولة الامارات تجاه شعبها دور منفرد لم تقم به اي حكومات اخرى، ففي الوقت الذي تعمل فيه اغلب حكومات العالم في توفير الحد الادنى لاحتياجات شعوبها عكفت في العمل على وضع شعبها في اعلى المراتب ..
وذلك من خلال العمل على تطوير قدراته بجميع فئاته ليواكب التطورات السريعة التي يشهدها العالم وايضا الخدمات المتطورة التي تقدمها الحكومة من وقت الى آخر مما جعله مرنا متغيرا مواكبا لهذه التطورات..
هذا بالاضافة لخلق مراحل جديدة ومحطات بعيدة من التحديات التي تصل اليها الحكومة محطة تلو الاخرى بنجاح حتى اصبحت انموذجا يحتذى به وتسير من ورائها اغلب دول العالم لتحقق نجاحاتها من خلال تجربة الامارات، وأحد هذه التحديات التي وضعتها الحكومة مؤخرا الوصول الى المريخ، وكما يقول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دائما ليس هدفنا بلوغ القمة بل هدفنا الاستمرار عليها وتكون الامارات دائما الرقم (1).