وكأن شيئا لم يكن، هكذا تعامل الشارع السوداني مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، فقد تجاهلها الكثيرون، وذلك ما عكسه حجم الاقبال الفاتر على مراكز الاقتراع، ويشبه البعض وضع ما يجري بمسرحية الرجل الواحد حيث ينافس الرئيس عمر البشير عبر 15 مرشحا يعكسون وجهه في المرآة، ويتساءل المراقبون.
لماذا يصر حزب المؤتمر الوطني على قيام الانتخابات رغم أنف اتفاق خارطة طريق الحوار الوطني عبر آلية الحوار، والتي أقرت في أولى فقراتها، ضرورة التوافق على التشريعات والإجراءات الضرورية لقيام انتخابات عادلة ونزيهة بإشراف مفوضية مستقلة سياسياً ومالياً وإدارياً؟ فهل قاد الحوار المزعوم الى توافق على التشريعات والقوانين والاجراءات الضرورية؟
والاجابة الحتمية بـ(لا) فقد مني الحوار الوطني بالفشل، رغم محاولات بث الروح فيه، وفاض الكيل ببعض الاعضاء المؤثرين في آلية «7+7» فخرجوا غاضبين ونادمين على مشاركتهم، بل كان مصير أكثر الداعمين للحل السياسي الناعم للأزمة، زعيم حزب الأمة الصادق المهدي المطارد بين عواصم العالم تلاحقه اتهامات شتى لتوقيعه وثيقة نداء السودان مع متمردين.