في الرابع عشر من نوفمبر عام 1982 أشرقت الشمس بميلاد شيخ الشباب، حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، حفظه الله، شيخ حفر اسمه بحروف من ذهب في المجد والشموخ، قمة في التواضع، قربه الدائم من الناس وحرصه الشديد على التواصل معهم في مختلف المحافل شيمة من شيم القائد الناجح، اكتسبها من الوالد والمعلم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تتلمذ في مدرسته ونشأ في أروقتها على القيم النبيلة التي غرسها في نفسه ليقتضي بها في الحياة واضعاً نصب عينيه الهدف الأسمى المتجسّد في إسعاد الناس.
التواضع والأخلاق العالية هي أولى الصفات التي تتبادر إلى ذهن من يود وصف سمو الشيخ حمدان، وبُعْد نظره وتواضعه وعشقه للرياضة والشعر والفروسية وغيرها من الشيم والأخلاق العربية الأصيلة أكسبته مكانة متميزة في قلوب المواطنين والوافدين على حد سواء، فهو فارس بالوراثة، عاشق للتحدي، يجتهد من أجل رفع راية الوطن، عودنا دائماً على حصد سباقات التحدي بنجاح، عرف بتعدد إنجازاته الرياضية، فاستحق لقب رياضي العام بجدارة.
صال في الفروسية وتقدمت خيوله في الصفوف ونالت الألقاب، ولم يكن هناك أعلى من صوت جواده عند خط النهاية، كما حققت هجن سموه انتصارات متعددة واكتسحت المراتب الأولى.
وجاء اختيار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لشخصية رياضي العام بالإجماع، كونه بطل العالم للقدرة في نورماندي الفرنسية، فضلاً على تحقيقه العديد من الإنجازات خلال هذا العام. وتوج سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي بلقب بطولة العالم للقدرة، بعد انتزاعه ذهبية الفردي في السباق الذي أقيم في مقاطعة نورماندي ضمن بطولة العالم لألعاب الفروسية وسط مشاركة 173 فارساً وفارسة يمثلون 47 دولة من مختلف أنحاء العالم.
ويملك سموه قلماً ساحراً في مجال الشعر بحيث اشتهر سموه بقرض الشعر وبخاصة النبطي منه، وقد ساهمت البيئة التي ترعرع فيها في تعرفه المعنى الحقيقي للحياة والتأمل في عظمة الخالق والجمال الطبيعي مما ساهم في بناء شخصيته الشعرية منذ الصغر، إضافة إلى تأثره بعشق والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشعر، فالشعر بالنسبة لفزاع هو أسلوب حياة وعنوان الشخصية حيث قال: «يمثل هويتي وشخصيتي الشعرية، ولعلي أستطيع من خلال أشعاري وقصائدي أن أدخل الفرح إلى قلوب الناس، وأن أسهم - ولو بشكل بسيط - في التخفيف من معاناتهم، من خلال التعبير عن طموحاتهم وأمالهم، وإبراز القيم و المبادئ الأصيلة للشعب الإماراتي».
خاض فزاع بحور الشعر وغاص ليستخرج داناتها من أعماق الروح الإنسانية، في قصائده تتزين المعاني بتصوره الأخاذ وفي أبياته تتجلى رموز الفخر والشجاعة والعروبة، فنال شهادة والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأنه الشاعر الواعد وصاحب المستقبل المشرق، وقد أصدر سموه مجموعات شعرية ومنها ما تم تلحينه وغناؤه.
وحرص سموه على المشاركة الفعالة في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية ولطالما حرص على المحافظة على التراث الإماراتي. والتزاماً برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أطلق سمو الشيخ حمدان مجموعة من المبادرات المتميزة التي ترتقي بمدينة دبي خاصة والإمارات عموما الى أفضل مستويات الكفاءة في مختلف القطاعات بما يحقق راحة المتعاملين ورضاهم.
كما أن لسموه أيادي بيضاء في مجالات الخير باختلاف أشكالها، فله العديد من الأعمال الإنسانية والخيرية، حيث إنه لا يبخل على أي من أبناء وطنه أو المقيمين في دولة الإمارات أو خارجها من الفقراء والمحتاجين أو المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة بأي شيء كان.
وفعلاً استطاع ولي عهد دبي تحقيق العديد من الإنجازات التي أكسبته الثقة بالنفس ومنحته الروح القيادية والصبر.
فزاع علمنا التواضع وطيب الأخلاق وروح التعاون؛ فهو نبراس النجاح وفخر الشباب، متميز في كل الصعد، شيخ ابن شيخ، قائد ابن قائد، فارس ابن فارس، شاعر في حب الوطن.
حفظك الله ورعاك سيدي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.