بعد سنوات من التحليل والتفكير والتدبر في الأحداث الدرامية التي تحدث للإنسان، وسلسلة تجارب حياتية، وقراءة تفاسير عديدة لمواقف البشر، تبين لي أن تدهور الوضع الصحي للبعض وتعثر الناجحين في الحياة، يكمن في مرض واحد يتربع في الغرف الأربع للقلب، وهو: الحقد الدفين بين الأنسجة والخلايا....
من أعراضه إيذاء الآخرين، وترويج الإشاعات، الحرص على الغيبة والنميمة، الدخول في صراع طائفي أو قبلي، الوسواس القهري، والقلق والتوتر، إصدار القرارات التعسفية، التعامل بقسوة مع الأفراد ومع الذات، نكران الجميل، كراهية النجاح ...
نلاحظ الصراع على السلطة بين الموظفين، فلا تكاد تخلو مؤسسة من ذلك، يكيدون لبعضهم البعض، ويحاسبون على الهفوات والزلات والأخطاء غير المقصودة، لا يمكنهم النظر إلى الإنجازات وثقل المسؤولية الملقاة على الموظف، لأن الحقد قد بلغ مداه تجاه المسؤول أو زميله الموظف...
نلاحظ أيضا التطاول على أي نجاح يحققه الفرد أو تتبناه المؤسسة أو الدولة، فعلى سبيل المثال: دولتنا تقدمت في مجال الفضاء والإلكترونيات، والخدمات الكهربائية، ونشطت في السياحة والطيران، والتنمية البشرية والإدارة والابتكار، وأصبح لها موطئ قدم في التنافسية العالمية، إلا أن المصابين بالحقد قد تطاولوا على كل إنجاز ويرونه ضلالة وبدعة... وحقدهم لا يسمح لهم بمباركة أي إنجاز.
لن يستقيم حال البشرية إلا بانتزاع الحقد وتطهير القلوب، والسماح للمخلصين والمبدعين السير على خطى النجاح، بعيداً عن منغصات الحاقدين ...