من الواضح لمعظم الأخصائيين الاجتماعيين العرب أهمية بناء الأسرة العربية وتأسيسها، لأن القيم والنشأة والولاء تأتي في الأساس من الأسرة، وأي تفكك في العالم العربي يكون جراء انشطار النواة الأساسية في تلك المجتمعات وهي الأسرة، ونلاحظ في مجتمعات عربية عدة ارتفاع نسبة الطلاق، ونفور الأزواج من بعضهم البعض، والهروب إلى تأسيس أسرة ثانية على حساب الأسرة الأولى، والدخول في دوامة الضعف في إدارة الذات والحياة الأسرية، والتقاعس عن القيام بالتربية، مما ينتج عنه بعض التداعيات التي تنعكس على تماسك الأبناء..
أضف إلى ذلك إهمال تعلم اللغة العربية والتركيز على تطوير مهارات اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية، مما يعزز انشطار الهوية الاجتماعية العربية، وأيضاً التسليع في معظم نواحي الحياة وتحويل الأفراد العرب إلى أدوات استهلاكية مادية، ونماذج للتبذير والإسراف، على حساب القيم الحياتية للإنسان، وهذا ساهم في انشطار الهوية الاجتماعية العربية، أضف إلى ذلك عدم تحديد الأهداف بشكل مرحلي بحيث تكون قابلة للتنفيذ ومعقولة وبالإمكان تجنب العديد من المخاطر من عدم تنفيذها، وكثرة الشكوى والتذمر من واقع الحال واعتقاد أن الموجود لدى الغرب هو الأفضل، وعدم تقدير الآخرين على جهودهم، وتعظيم الأخطاء والهفوات، ...
علينا إعادة النظر في مسببات انشطار الهوية الاجتماعية في حياة العرب عموماً ... ليكونوا في قمة السعادة وينعموا بالحياة.