أخبرني استاذ جامعي هندي المولد، انه يذوب عشقا في اللغة العربية، وقد تزوج فتاة أحلامه لأنها جاءت من قريتها البعيدة جدا لتدرس الادب العربي، وقد تدبرت مصاريف الجامعة بصعوبة بالغة، لأن والدها لم يكن من ميسوري الحال، وهي تسكن وعائلتها في كوخ صغير... عندها قرر الزواج بها لأنها من عشاق اللغة العربية، وباركت اسرتهما الاختيار... شعرت وهو يتحدث عن كوخ زوجته برغبة ملحة صادقة بالتعرف على الكوخ، وبالفعل تم الترتيب للزيارة... بعد ان وصفه وصفا يفوق الجمال .
المسافة للقرية استغرقت ثلاث ساعات في دروب ملتوية، القرية هادئة، والطرقات نظيفة وأشعة الشمس تداعب الاشجار وتتمايل بينها تحثها على النشاط، تنتشر مزارع الارز على مد البصر، وأشجار جوز الهند تضيف للمكان سحرا ونبضا.. بمجرد أن وصلنا الى الكوخ الذي يغطي سقفه مجموعة من الصفائح المائلة للوقاية من الامطار، كان والدها في استقبالنا وتجمعت العائلة للترحيب بنا كعادة الهنود في احسان استقبال الضيف واختيار افضل مكان لجلوسه، وتقديم أجود مالديهم من أطايب الطعام،... تناولت الانانس والرمان والمانجو والموز وكانت لذيذة الطعم، تعكس الكرم والضيافة الهندية، تجولنا في القرية الهادئة حتى وجبة الغداء المكونة من طبق الارز المطهي بالمكسرات وأعواد القرفة وحبات الهال، والاسماك الطازجة والدجاج المتبل بالبهارات والخضروات التي يبدو انها قطفت للتو.. كانت الاجواء مشبعة بالحب والعاطفة وهم يكررون عبارات الاحترام لإخوانهم العرب وتقديرهم لهم بلغتهم الماليعالمية وهي احدى اللغات الهندية تحت سقف كوخ الحب.