تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، للعام الرابع على التوالي، البقاء في موقعها في المرتبة الأولى على قائمة الدول المفضلة للشباب للعيش والعمل والإقامة ويرونها النموذج الذي يرغبون أن تحذو بلدانهم حذوه في مجال التنمية والتطور.
لقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر رؤية قيادتها الطموحة وجهة مفضلة للشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الباحثين عن مقومات العيش الرغيد والبيئة الإيجابية المحفزة على النجاح والابتكار وتطوير القدرات والاستفادة من طاقاتهم الكامنة.
الإمارات أعلنت عام 2015 عاماً للابتكار ووضعت خطة متكاملة لتحويل الابتكار إلى ثقافة مجتمعية وعمل مؤسسي من خلال دعم الأفكار المبتكرة وتطوير معارف ومهارات الكوادر الشابة لتكون بالتالي قادرة على قيادة الابتكار في كثير من القطاعات ووظفت لذلك التقنيات والتمويل وكل الوسائل التي تقود إلى تحقيق هذه الغاية على أرض الواقع.
وتحولت وفي ظل ما تمر به بعض دول المنطقة من اضطرابات إلى منارة أمل للشباب العرب الذين يطمحون إلى الحصول على حياة طبيعية يتمكنون فيها من توظيف قدراتهم وطاقاتهم بالشكل الأمثل وبما يشكل خدمة لعمليات التطور والتنمية في مجتمعاتهم.
وتمثل هذه النظرة الإيجابية لدولة الإمارات انعكاساً لما تتميز به من اقتصاد قوي واستقرار واضح في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة. وبحسب ما ذكرت مجلة «إكونومست» اللندنية أن ما يميز الإمارات كونها وجهة آمنة في وضع إقليمي مضطرب، حيث إن شبان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اعتبروها أكثر الوجهات شعبية للعمل في السنوات الأربع الماضية.
ووفقاً لاستطلاع «أراب يوث»، فإن شوارع دبي تبدو للشباب ممهدة بالذهب، واعتبر تقرير لشركة «ميرسر» للأبحاث أن دبي هي أكثر الوجهات تفضيلاً لدى الأمريكيين الباحثين عن عمل.
وقالت كارولين بين مديرة التسويق في شركة «Aetna Internationa» للمجلة اللندنية: «بالمقارنة مع عام 2006، أصبح مواطنو الولايات المتحدة يفكرون على نطاق أوسع بالكثير من الدول عندما يتعلق الأمر بالبحث عن عمل في الخارج، وتفوقت دبي الآن على لندن لتكون المدينة الأكثر شعبية بين الأمريكيين الباحثين عن فرص عمل خارج البلاد، ومن المثير للاهتمام أن مدينة عالمية مثل باريس حلت في المرتبة الثالثة، فيما هبطت سنغافورة إلى قاع الترتيب بين المدن العشر الأولى».
ويعتقد المراقبون أن السبب وراء اختيار دبي يعود لعدة عوامل، أهمها توفر فرص العمل على نحو متزايد، وتقديم رواتب مرتفعة، وخاصة لأصحاب الخبرات والمناصب العالية، وتطور نمط الحياة في المدينة بما توفره من تسهيلات ومرافق وبيئة تحتية، في الوقت الذي تشهد فيه العديد من الدول الأوروبية ركوداً اقتصادياً ترافق مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة.
وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف المعيشة في دبي، التي كانت تحتل المرتبة 67 بين أكثر المدن غلاء في العالم عام 2014، وانتقلت للمرتبة 23 هذا العام، وفقاً لبحث نشرته شركة ميرسر الاستشارية، فإنها لا تقارن بمدينة لندن التي تحتل المرتبة 12 في التصنيف.
كما أن معدل نصيب الفرد من الدخل في الإمارات العربية المتحدة، الذي يعادل 60886 دولاراً سنوياً، وفقاً لبرنامج المقارنات الدولية، وهو مشروع إحصائي يديره البنك الدولي، أعلى منه في المملكة المتحدة التي لا يتعدى فيها نصيب الفرد من الدخل 35091 دولاراً.
وشمل استطلاع الرأي الأضخم من نوعه في العالم العربي، الفترة الممتدة بين ديسمبر 2012 إلى يناير الماضي (2013)، بمشاركة ثلاثة آلاف شاب وشابة، تتراوح أعمارهم بين 18 ــ 24 عاماً، من 15 دولة بينها دول مجلس التعاون الخليجي.
وبهذه المناسبة أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن سعادته؛ لأن شباب الإمارات أكثر من غيرهم يؤمنون بقدرة بلدهم على المنافسة العالمية، حسب نتائج الاستطلاع، معرباً سموه عن أن ثقته بهم عالية، وتوقعاته منهم كبيرة، كما أعرب سموه عن سعادته؛ لأن أغلبية الشباب العرب (74%) يجزمون أن المستقبل أفضل، حسب الاستطلاع نفسه، مؤكداً أن طاقة التفاؤل والإيجابية ستصنع غداً أفضل للجميع. وقد عبر سموه عن ذلك من خلال تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لا أذكر هذه النتائج تفاخراً، بل أؤمن بأننا مازلنا نتعلم، ومازلنا في بداية الطريق، وهدفنا المنافسة عالمياً في جميع المجالات».. وهذا ما يجب أن يكون حافزاً إضافياً للجميع، وخاصة للشباب قبل غيرهم، من أجل صيانة المكتسبات وتحقيق المزيد من الإنجازات.