الحمد لله الذي وهبنا الأمن والأمان في وطننا، الحمد لله الذي جعل الشعب والحكام أخوة، الحمد لله الذي رزقنا حكاماً أخياراً، الحمد لله الذي أسكن الراحة في قلوبنا، وجعل في الوطن رزقنا وسعينا، الحمد لله الذي نصرنا على من عادانا، الحمد لله الذي أيد جندنا ورفع راية الحق بأيديهم، الحمد لله الذي أخزى أهل التحزب والإرهاب.
أن الإنسان حينما يقع في خطر من الأخطار إما أن يفكر في أسباب النجاة ويأخذ بها فيظفر بالنجاة، وإما أن يستسلم ويترك الأسباب التي يظفر من خلالها بالنجاة فيهلك، ولتعلم أن الفتن كثيرة ولها شرور مهلكة مميتة،،،
لقد صار العرب اليوم في فتنة عظيمة تحيط بهم من جميع النواحي، فلننتبه لأنفسنا ولنأخذ حذرنا، عالم اليوم يخوض قضية آلمت المضاجع، وأثارت عنده المكنون، إنها فتنة الإرهاب.
إن الإرهاب شرّ يجب التعاون على اجتثاثه واستئصاله، كما يجب منع أسبابه، عانت منه دول، وذاقت من خطره مجتمعات. الإرهابيون يرتكبون الجرائم الفظيعة عندما يقدمون على قتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات، ويفسدون في الأرض. الإرهاب شر وتخريب وحزن وضلال. محْترف الإرهاب منحرف التفكير، مريض النفس.
الإرهاب لا يعرف وطناً ولا جنساً، ولا ديناً ولا مذهباً، ولا زماناً ولا مكاناً، المشاعر كلها تلتقي على رفضه واستنكاره، والبراءة منه ومن أصحابه، فهو علامة شذوذ، شوه صورة الإسلام السمحة.
الإرهاب يخترق كل المجتمعات، وينتشر في كل الدول بين جميع الأعراق والجنسيات، والأديان والمذاهب، عمليات إرهابية تتجاوز حتى مصلحة منفّذيها، فضلاً عن أنها تكلفهم حياتهم وأرواحهم، عمليات تتجاوز حدود المشروع والمعقول، وتتجاوز تعاليم الأديان.
أن هؤلاء الخوارجُ (الإرهابيين) ظهَروا في خير القرونِ وأفضلها، في عهدِ صحابة نبيّنا محمّد، فوصَل بهم الحال إلى أن حاربوا الصّحابةَ والمسلمين، بل قتلوا الخليفتَين الرّاشدَين عثمانَ وعليّاً رضي الله عنهما. ألا يكفي زَيفاً وضلالاً فعلهم الشنيع بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنّ مسالكَ الغلوّ وأساليب العُنف من تفجير وتدمير وسطوٍ ونسف وسفكٍ للدماء لا تهزم القيَم الحميدةَ، ولا تثبط المنجزاتِ الشاهقة، ولا تحرِّر الشعوب، ولا تفرِض المذاهب، ولا تنصُر الأحزاب الضالة. إنّ العنفَ والإرهاب وسفكَ الدماء لا يمكِن أن يكونَ قانوناً محتَرَماً أو مسلكاً مقبولاً.
أنّ كيانَ هذه الدّولة قام واستقام على قواعدَ ثابتةٍ وأصولٍ راسخة من الدين والخِبرة والعِلم والعمَل، جهودٌ جبّارة في التأسيس والبناء لا يمكِن هزّها، نعم لن تهتزَّ بإذن الله من أيّ نوعٍ من أنواع التهديد أو الابتزاز الذي يحاول النيلَ من ثوابتِها وسياستِها وسيادتها ما دامت تحمل شعارها (الله ثم الوطن ثم رئيس الدولة)، وإنّ الأمةَ والدولةَ واثقة من خَطوِها ثابتة على نهجِها في شجاعةٍ وصَبرٍ وحِلم وتوازُن وبُعدٍ في النّظر والرّؤية.
ولا ننسى أخي القارئ، رجال أمننا مصدر الفخر والاعتزاز، بل هم بإذن الله صمّام الأمان في حماية هذا الوطن، دولة الإمارات العربية المتحدة، حرسها الله من شرور الحاقدين، إنهم بفضله وتوفيقه حماةُ الدين وحماة الوطن، وسيظلون تاج الرؤوس ومصدرَ طمأنينة النفوس.
نسأل الله سبحانه أن يزيدنا أمناً واستقراراً ونعمةً وفضلاً وصلاحاً وفلاحاً، وأن يردَّ كيدَ الحاقدين ومكر الماكرين على وطننا وأئمتنا وولاة أمورنا وأهلينا وجميع أوطان المسلمين، كما نسأله سبحانه أن يمُدّ الساهرين على أمتنا وراحتنا بعونه وتوفيقه، وأن يسدِّد آراءهم وخُططهم ويبارك في أعمالهم وجهودهم ويربطَ على قلوبهم ويكشف لهم كلَّ غامض وأن ينصرهم على كلّ مفسد ومخرِّب ومحارب، إنه القادر على ذلك سبحانه.