يروق للكثيرين وضع القاهرة دائماً في بؤرة الانتقادات مُسلطين سهام الاتهامات على مصر، انطلاقًا من مسؤولية البلد ووضعها ومكانتها بالمنطقة. ومن ثمَّ نالت القاهرة قدرًا لا بأس به من الهجوم الذي لاحق دولًا عربية فيما يتعلق بالموقف من اللاجئين السوريين، الذين يشكلون أزمة إنسانية كبرى.

ومع أن السلطات المصرية أوضحت مرارًا موقفها من الأزمة السورية نفسها، وموقفها الحاسم من قضية اللاجئين إلا أنّه قد راق للكثيرين المزايدة على المواقف المصرية، مُتناسيين أن السوريين بمصر يتمتعون بأوضاع أكثر إيجابية من نظرائهم في دول أخرى.

 ولعلَّ تلك الزاوية شديدة الخصوصية التي يتم تلمسها عن قرب أنّ السوريين اندمجوا في المجتمع المصري ودورة اقتصاده إذ أصبح أشهر تجار السجاد والستائر والنجف والملابس في السوق المصرية، فضلاً عن أنّ أشهر المطاعم التي تتوسط القاهرة وتقدم أشهى أنواع المأكولات هي مطاعم سورية فصار السوريون متفاعلين حقيقيين في المجتمع وجزءاً أصيلاً منه.

هؤلاء هم السوريون، أو المواطنون السوريون بمصر، أولئك الذين لديهم ما لنا في إطار القانون، كمواطنين، دون تفرقة أو تمييز، فليرحم المنتقدون القاهرة من سهام نقدهم، وليقتربوا ليروا حقيقة الصورة كاملة دون مزايدات رخيصة.