أحمد خليفة السويدي من الشخصيات الإماراتية التي لا يمكن أن تُنسى على مر الزمن، من أولئك الذين رافقوا المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة الاتحادية مع أخوانه حكام الإمارات حين ذاك، كان ولا يزال كتلة إيجابية من النشاط، وطّن وزارة الخارجية، ودرّب العديد من أبناء الوطن في أفضل المؤسسات الدبلوماسية، فهو موجود في الأمم المتحدة..

والجامعة العربية وغيرها من المؤسسات سواء العربية أو العالمية وفي كل المناسبات. كما أنه أدار الدبلوماسية الخارجية للدولة ووازن في علاقة الإمارات بكل القوى العالمية حين ذاك، الاتحاد السوفييتي سابقاً والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى دول العالم الثالث كما كانت تسمى حين ذاك، هذا التوازن الحكيم جعل الكل يسعى إلى كسب العلاقة مع دولة الإمارات، وتطويرها سواء اقتصادياً، أو سياسياً، واجتماعياً.

بالأمس حين كرمته الدولة، في الحقيقة كانت تكرم ذلك الجيل الذي عمل ليلاً ونهاراً من أجل المستقبل الذي نحياه نحن الآن، والذي سيحياه أبناؤنا وأحفادنا فيما بعد، آخذين بعين الاعتبار العِبر ممن سبق، مع التركيز على ما هو آت، وهم بذلك سبقوا مراكز الدراسات المستقبلية، والتي تهتم بها معظم الدول في الوقت الراهن، بل إن المنظمات باتت تهتم بقسم الدراسات حالياً.

أحمد خليفة السويدي من المؤمنين بأهمية الإنسان المتعلم، وبأنه هو الذي سينير الطريق للأجيال الشابة القادمة، بخبراته العميقة، ووضوح الرؤية لديه.

حين تراه أو تقابله وجهاً لوجه تشعر بتواضع الكبار، وأنه يحترم كل إنسان مهما كانت مكانته الاجتماعية، وقد استفاد من كل الطاقات العربية في الدولة حين ذاك.

أحمد خليفة السويدي يحمل في ذاكرته تاريخ الوطن، هذا التاريخ الذي ساهم في صنعه مع جيل المؤسسين الأوائل الذين وضعوا لبنة وأساس هذه الدولة التي نتباهى بها الآن بين دول العالم كله، ولا أشك في زخم وثراء ذاكرة السويدي وما بها من تراكمات وخبرات طويلة، منذ شبابه وأثناء دراسته الجامعية في مصر في الحقبة الناصرية..

وذكرياته التي لا حصر لها بجوار المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هذه الذكريات التي تُعد من تاريخ وتراث الوطن، ومن حق الوطن على أحمد خليفة السويدي وأمثاله أن يسجلوا له هذا التراث وهذه الخبرات، والتي، بلا شك، ستكون معيناً ونبراساً للأجيال القادمة الذين يجب أن يعلموا كيف كانت بدايات تأسيس هذا الوطن العظيم.

بمناسبة تكريم الدولة لأحمد خليفة السويدي نرجو منه أن يقوم بكتابة مسيرته منذ البداية ودوره في عملية تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة..

وذلك لتدرك الأجيال الجديدة كيف كانت البدايات وكيف وكم تطورت وقامت الدولة في مدة تقارب النصف قرن من الزمان، من الفرقة إلى الوحدة، من الفقر إلى الغنى، ولتدرك الأجيال أن مؤسسي الدولة، زرعوا التواضع في نفوس أبنائهم من الشيوخ، ومن هنا جاء التلاحم الوطني بين الجميع، سواء المواطنون أو المقيمون في دولة الإمارات من العرب وغيرهم، وكيف جعلوا هذا الوطن حلماً للإقامة للعديد من مواطني الدول الأخرى.