جلست إلى مكتبي والتقطت قلمي في محاولة لأسطر بضع كلمات شكر أرفعها إلى مقام سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تعبيراً عن امتناني له وتقديراً لما قدمه من عطاء لوطنه وأمته على مدى عشر سنوات خلت، منذ أن تولى مقاليد الحكم في إمارة دبي.

ولأول مرة في حياتي أجد القلم عصياً عن الكتابة، والكلمات تتعثر فوق الأوراق، خجلة مترددة، لم أسطر إلا العنوان فقط، ورغم أني أشعر بالأفكار تتدافع في مخيلتي إلا أنها تأبى أن تتجسد في كلمات تعبر عنها، وظلت الأوراق أمامي بيضاء من غير سوء تنتظر ميلاد كلمات من مخيلة حبلى بالأفكار.

ومع تطاول لحظات الانتظار، رحت أسأل قلمي، أحاول أن أستنطقه لأعرف أسباب هذا السكوت المفاجئ، لعله يبوح لي بما لديه من مبررات لهذا العصيان. فقلت له «لم أعهدك خذولاً من قبل، أهذا وقت تتقاعس فيه عن نصرتي، وتنكث فيه عن الوفاء بالعهد الذي بيننا؟» فوجدتني أكاد أسمعه يقول لي «تعرف أني لم أخذلك قط، وما نكثت بعهدي معك أبداً، ولكنك يا صاحبي تكلفني فوق طاقتي، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها». قلت له «لأول مرة أشعر أنني لا أفهمك»، فقال «هذا الرجل الذي تريد أن توجه له الشكــر لقاء ما قدم من إنجــــازات، كيف بربك تريدني أن أخط له كلمات ترقى إلى مستوى ما قدم، أو توفيه ما يستحق من شكر وتقدير، الكلمات تقف عاجزة، واللغة لا تسعفني». قلت «معك كل الحق، ولكن لا يمكن أن تمضي هذه المناسبة دون أن أعبر حتى عن رؤيتي لما قدم سيدي صاحب السمو لوطنه وأمته». قال «دع رؤيته هو، لا رؤيتك أنت، تعبر عما قدمه من عطاء بغير حدود، وما جاد به من فضل غير منقوص». قلت له «صدقت، نعم الرأي والرؤية، سوف أستلهم من ومضات فكره ما يعينني على شكر عطائه وفضله».



سيدي صاحب السمو، أعلم أنك لا تريد منا جزاء ولا شكوراً، ولكن هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.



شكراً سيدي راعي الإبداع «خلال عام 2012 استطعنا في حكومة الإمارات توليد أكثر من 20 ألف فكرة إبداعية جديدة لتبسيط الخدمات وتطويرها» ص19.

شكراً سيدي مفجر الطاقة الإيجابية «ابدأ يومك بتفاؤل، وبطاقة إيجابية، وبفكرة إيجابية، وبثقة بنفسك أنك تستطيع عمل أي شيء، سيظهر كل ذلك على وجهك وعلى ابتسامتك وعلى تفاعلك مع الناس وعلى تعاملك مع التحديات اليومية» ص 21.



شكراً سيدي لتمكين المواطن «نحن اليوم في مرحلة التمكين، تمكين إنسان هذا الوطن. بناء الإنسان مستمر، ولكن نحن اليوم في مرحلة تمكين المواطن في جميع مؤسساتنا وهيئاتنا، والمواطن قادر، وثقتنا في أبنائنا كبيرة» ص 24.

شكراً سيدي صاحب الأسلوب القيادي المتميز «نصيحتي لأي قائد إن كان يقود دولة، أو شركة، أو فريق عمل، أو غيره، لا بد من توحيد القلوب قبل توحيد الجهود، ولا بد من روح تسري في المكان قبل بدء البنيان. أسأل الله أن يحفظ دولة الإمارات ويحفظ شعبها ويديم عزها» ص37.



شكراً سيدي محمد بن راشد الإنسان «يمكنك أن ترى جمال الحياة في ضحكة طفل، وفي حنان أم، وفي ابتسامة صديق، وفي زوجة حنون» ص41.



شكراً سيدي على المركز الأول «دولة الإمارات اليوم هي الأولى في المنطقة في البنية التحتية، والأولى في معدلات الأمن والأمان، والأولى في التنمية البشرية، والأولى في التطور التكنولوجي، والأولى في اقتصاد المعرفة، والأولى في معدلات السعادة والرضا بين مواطنيها، والأولى في الطاقة المتجددة، والأولى في الاستيراد وإعادة التصدير، والأولى في مجالات أخرى عديدة. وسنظل نسعى لأن نكون الأفضل عالمياً في المجالات كافة، لأننا شعب لا يرضى إلا بالمركز الأول» ص 43.

شكراً سيدي لتمكين المرأة «نحن نمكن المجتمع عن طريق المرأة. نحن نمكن اقتصادنا بتعزيز دور المرأة، ونطور خدماتنا الحكومية عندما تتولى المرأة المناصب القيادية، ونطلق مشاريعنا التنموية التي تقوم على إدارتها المرأة، ونطور بنيتنا التحتية وخدماتنا الصحية والتعليمية، بل وحتى نعزز قوتنا العسكرية، اعتماداً على دور المرأة في هذه المجالات» ص44.

شكراً سيدي قاهر المستحيل «المستحيل ليس مقياساً لقدراتنا وإمكاناتنا، بل مقياس لإيماننا بأنفسنا، وثقتنا بقدراتنا. لا تسمح أبداً بكلمة المستحيل في حياتك، لأن معنى هذه الكلمة أنك ضعيف، أو أن غيرك ضعيف، ولا يوجد إنسان ضعيف، بل يوجد إنسان يريد وآخر لا يريد» ص 91.

شكراً سيدي لدعم الموارد البشرية «إن موظفي الحكومة هم المحرك الأساسي للتنمية، وهم رأس المال الحقيقي، والفرسان الذين نراهن عليهم لتطوير خدماتنا وتحقيق رؤيتنا وتطلعات شعبنا. الرؤية العظيمة لا يحققها إلا فريق عمل عظيم» ص 112.



شكراً سيدي صانع السعادة «هدفنا تحقيق السعادة لشعبنا، والسعادة شيء غير قابل للتأجيل، الوقت أثمن من أن نؤجل فيه أحلامنا وتطلعات شعبنا. اضرب كل يوم تأخير في تعداد شعبك لتعرف كم من السنوات تضيع في التأجيل، لماذا تضيع ملايين الأيام من عمر شعوبنا في التردد والانتظار؟ لماذا نؤخر رفاهية الشعب وسعادته وراحته ؟!» ص 126.



شكراً سيدي على كل ما قدمت لوطنك وأمتك، وما سوف تقدمه بإذن الله تعالى في المستقبل... أدعو الله العلي القدير أن يمتعكم بموفور الصحة والعافية، وأن يمد في عمرك ما نسعد به معك وبك على هذه الأرض الطيبة من أجل غدٍ أكثر إشراقاً.

*رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية