تواجه المجتمعات الإنسانية في شتى بقاع الدنيا أزمات وكوارث ونكبات عديدة مريرة مؤلمة. سواء كانت جراء مآس إنسانية بغيضة مفزعة نتاج الثورات والحروب المتعاظمة الممتدة في بلدان الوطن العربي من المحيط إلى الخليج مثل: سوريا. اليمن. العراق. ليبيا. فلسطين الخ.. أو لأسباب أخرى كالكوارث الطبيعية مثل: الزلازل والعواصف وغيرها من غضب الطبيعة.

ومن دون أدنى شك، إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مثلت نموذجاً للعطاء الإنساني منذ قيامها.

عندما حصدت المراكز المتقدمة في العطاء وعمليات الإغاثة، في الأعوام السابقة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال تبنيها نهجاً إنسانياً، ينطلق من ثوابت وأسس واضحة الرؤى ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية، فالمساعدات الإنسانية والإغاثية، التي قدمتها وتواصل تقديمها دولة الإمارات العربية المتحدة تستهدف في الأساس مواجهة التحديات الإنسانية، التي تواجه الشعوب والمجتمعات في المناطق المختلفة من العالم، بعيداً عن أي اعتبارات أخرى.

بينما يرى المسؤول الأممي بان كي مون أن «دولة الإمارات تصدرت قائمة الدول المانحة للمساعدات على مستوى العالم قياساً بدخلها الوطني، وأثبتت من خلال بعثاتها الإنسانية ومبادراتها المبدعة والبناءة على هذا الصعيد أنها جديرة باحتضان المبادرات الأممية أيضاً، لما تمثله من مكانة عالية لدى الشعوب التي تواصلت معها بعثاتها واستفادت من مساعداتها، ولما تتمتع به أيضاً من مصداقية دولية تمنح العمل الأممي من دولة الإمارات على وجه العموم - ومن إمارة دبي بوجه خاص- ما يحتاج إليه من عوامل النجاح والاستدامة».

مؤكداً الفجوة تتسع بين أعداد الأشخاص المحتاجين المتزايدة باستمرار وبين النقص في الموارد الكافية لمساعدتهم..، وينفق العالم اليوم 25 مليار دولار تقريباً لتوفير جزء من المساعدة المطلوبة لإنقاذ أرواح المحتاجين، وبرغم السخاء الذي يتمتع به العديد من المانحين، فإن هناك فجوة في تمويل أعمال المساعدات الإنسانية تقدر بـ15 ملياراً.

ثم إن هذا التقرير الذي أوصى بإعداده فريق رفيع المستوى في الأمم المتحدة يهدف إلى تجسير الهوة بين الاحتياجات الإنسانية المتنامية والموارد المتاحة، من خلال زيادة التعاون مع القطاع الخاص، وتوسيع نطاق الدور الجديد للمانحين، والبحث في كيفية الابتكار المالي.