إن زيارتي الأولى إلى كوستاريكا هذا الأسبوع تمثل مرحلة مهمة في تاريخ العلاقات بين بلدينا، وخلال هذه الزيارة سيكون لي شرف اللقاء مع الرئيس لويس غليرمو سوليس، وسأكون سعيداً مرة أخرى لعقد مباحثات بناءة مع وزير الشؤون الخارجية مانويل غونزاليس سانز، وذلك عقب اجتماعنا، الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة ترغب في تطوير علاقتها مع كوستاريكا إلى مستويات جديدة، وأعتقد أن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي المهمة خلال هذه الزيارة، بما في ذلك الخدمات الجوية والمشاورات السياسية سيؤسس لمزيد من العلاقات الوثيقة بين بلدينا.

فعلى الساحة الدولية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدر موقف كوستاريكا الإيجابي حول القضايا ذات الاهتمام العالمي، وخاصة في مجال التغير المناخي وحماية البيئة، وقد كانت كوستاريكا واحدة من البلدان الأكثر طموحاً وذات تفكير مستقبلي بشأن قضية التغير المناخي والتنمية المستدامة على الساحة الدولية.

وعلاوة على ذلك فإن الاهتمام الكبير من قبل كوستاريكا في مجال حماية المحيطات ومواردها الحيوية هو محل تقدير كبير على مستوى العالم، ولدينا أمثلة رئيسة تدل على تلك النظرة العميقة للحكومة الكوستاريكية ورؤيتها في هذا المجال على سبيل المثال غابات مونتي فيردي الكثيفة وحديقة كويتا الوطنية.

وتمتلك الإمارات أيضاً إرثاً كبيراً في مجال المحافظة على البيئة، الذي كان يشكل دائماً الشغل الشاغل لوالدي الشيخ زايد، الذي أسس دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، ولذلك فمن الطبيعي اليوم أن نواجه أيضاً أكبر التحديات البيئية بالاهتمام العاجل نفسه.

وتتطابق وجهتا نظر كوستاريكا ودولة الإمارات العربية المتحدة بشان أهمية أن يكون للطاقة النظيفة دور بارز في إيجاد الحلول الواعدة لهذه التحديات.

أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى سنوات عديدة من أكبر المستثمرين في مجال الطاقة النظيفة سواء في الداخل أو في الخارج، لقد تعهدنا بتقديم 840 مليون دولار مساعدات في مجال الطاقة النظيفة إلى البلدان النامية، ونحن كذلك نعتبر من كبار المستثمرين في عدد من مشروعات الطاقة النظيفة التجارية الدولية، ونحن أيضاً فخورون بكوننا البلد المضيف للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وبتوقيع اتفاق باريس التاريخي بشأن التغير المناخي في ديسمبر عام 2015، فإننا نرى الآن وأكثر من أي وقت مضى فرصاً واضحة للعمل مع الدول التي تشاطرنا الأفكار نفسها في هذا المجال الهام مثل كوستاريكا.

إلى جانب الموضوعات الخاصة بحماية البيئة والتغير المناخي فإن زيارتي تمثل أيضاً فرصة لمناقشة الجهود المبذولة، لتعزيز العلاقات التجارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوستاريكا، فاقتصادها يتمتع بالحيوية وأعتقد أن هناك مجالاً كبيراً للقطاع الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة للاستثمار في عدد من المجالات كالسياحة والزراعة والطاقة على سبيل المثال لا الحصر.

إنني على ثقة بأن المباحثات حول فرص الاستثمار سوف تحرز تقدماً كبيراً نظراً إلى أن عدداً من الشركات الإماراتية لديها رغبة قوية لاستكشاف فرص الاستثمار في مختلف قطاعات الاقتصاد الكوستاريكي.

آمل أن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتعزيز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوستاريكا، وأثق أيضاً بأن بلدينا سيستمران على طريق التعاون الوثيق في المستقبل.

نقلاً عن صحيفة "لا ناسيون"  الكوستاريكية