احترام حقوق الإنسان وتحقيق مبادئ الحرية في المجتمع هما أهم أهداف الديمقراطية، وبهذه الشعارات تستغل المنظمات الإرهابية الديمقراطية في أوروبا لتنفيذ عملياتها الإرهابية، والشباب العاطل وتجنيدهم هم أهم مقوماتهم لزعزعة الأمن ونشر التطرف وتحقيق أهدافهم وممارسة الأعمال الإجرامية.
مما لا شك فيه بأن المنظمات الإرهابية تستغل الإعلام الرقمي «مواقع التواصل الاجتماعي» لتجنيد الشباب الأوروبي، مسلمين أو غيرهم،
لا نستطيع أن ننكر أهمية الإعلام الرقمي وخطورة تأثيره على المجتمع والأفراد بتغيير توجهاتهم الفكرية ومعتقداتهم وجرهم إلى التطرف المظلم وتغذية عقولهم بالعنف والإرهاب.
بعض القنوات الإخبارية تروج إعلامياً للمنظمات الإرهابية، وربما بغير قصد فإن أغلب التغطيات الإعلامية تكون بمثابة إعلان لهذه المنظمات، فعندما تكون تغطية حجم الدمار كبيرة والذي يخلفه هذا الإرهاب المظلم من زهق الأرواح البشرية .
وترك جرحى فإنها بهذه التغطية تنشر الذعر والقلق بين أفراد المجتمع، وأيضا تزعزع الأمن الداخلي، مما يسهل لهذه المنظمات قضاء مصالحهم الخاصة وخاصة الابتزاز لكسب المال وأيضاً إغراء الشباب لتجنيدهم واستخدامهم لعمليات الانتحارية داخل أوروبا وخارجها.
المجتمعات الأوروبية بالجرائم الإرهابية التي يقوم بها متطرفوها وبديمقراطيتها التي لربما تصل إلى عدم المبالاة، سمحت للمنظمات الإرهابية بحرية ممارسة نشاطاتهم، كالتجمعات لإلقاء المحاضرات الجهادية ونشر الفكر المتطرف والحث على العنف، سواء في المساجد أو الأماكن العامة التي سمحت بحرية التعبير المفرط، وبسبب كل ما ذكر فإن المواطن الأوروبي هو من يدفع الثمن غالياً.
أغلبية الفئات العمرية المستهدفة من قبل المنظمات الإرهابية هم الشباب والمراهقين وطلاب الجامعات في أوروبا، التعليم دائماً يصاحب التوعية فيجب على المجتمع الأوروبي أن يبدأ من دور التعليم وتوعيتهم على الابتعاد عن الوسائل الإعلامية الرقمية التي تدعو إلى الإرهاب والتطرف.
وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي واستمرار حثهم على مخاطر الإرهاب المتطرف بلغة مباشرة وأيضاً زرع الحب والتسامح وعدم التميز بين الأديان بعمل ورش عصف ذهني يشارك أفراد المجتمع فيها بأولياء الأمور والطلاب لخلق جيل يستطيع التعرف على الحق والباطل.
المهام مشتركة بين الحكومة وأفراد المجتمع لمحاربة الإرهاب والتطرف، ويجب استخدام الوسائل المبتكرة للقضاء على وباء العصر، للأسف يتنقل الإرهابيون بين الدول الأوروبية بشكل سلس وسهل، وتعتبر هذه الثغرة من أكبر المخاطر التي تواجه الأمن الأوروبي اليوم.
ولربما زاد التعقيد بأن البرلمان الأوروبي لا يوافق على بعض المقترحات الأمنية التي تتقدم بها الدول الأوروبية لحماية أمنها وسلامة مواطنيها، وكان آخر قرار وافق عليه البرلمان الأوروبي وبعد ضغط الولايات المتحدة الأميركية هو جمع بيانات المسافرين من دول الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب والجرائم الخطيرة.
وتعتبر هذه الثغرة من أهم الثغرات الأمنية اليوم في أوروبا وأصبحت المطارات الأوروبية الأكثر عرضة للتفجيرات الإرهابية والإجرامية، وللأسف فإن القتلى الأبرياء والجرحى هم أهداف سهلة.
للأسف فإن أوروبا تعترف اليوم بعجزها لمواجهة الإرهاب وتكثر أسباب هذا الفشل في مواجهة هذا السرطان القاتل، والذي اجتاح الدول الأوروبية تلو أخرى.
على المجتمعات الأوروبية وبمساعدة المجتمعات الأخرى محاربة الإرهاب والتطرف والعنف والتعصب بأسلوب حضاري مناسب، يميزه الحوار واحترام الرأي الآخر، دون الإفراط في الديمقراطية.