دخل الإسلام قارة أميركا بعد 47 عاماً من اكتشاف الإيطالي كريستوفر كولومبوس للقارة عن طريق المستكشفين الإسبان في عام 1539 والذين كان برفقتهم المستكشف المسلم الأسمر ايستفانكو أوف اذامورا وبه سجل التاريخ بداية دخول الإسلام لقارة أميركا والولايات المتحدة الأميركية.
أكثر من ستة قرون والمسلمون يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية ما بين الاضطهاد والجرائم العنصرية برغم من حماية القانون الأميركي للإسلام وحرية اختيار الأديان مما يجعلها الدولة العظمى في العالم التي تحمل راية الديمقراطية لجميع الأديان والمعتقدات.
الأحداث المؤسفة في 11 سبتمبر 2011 والتي راح ضحيتها أكثر من ٣٠٠٠ شخص، كانت بمثابة إعادة غرس الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة وحسب إحصائيات مسجلة لدى وزارة العدل حققت في أكثر من ألف قضية وحادث عنف وتهديد واعتداء ضد المسلمين بعد الحادثة.
دين الإسلام دين المحبة والسلام أنزله الله تعالى رحمة للعباد جميعاً مسلمين وغير مسلمين والتسامح أحد المبادئ التي قام عليها الدين الإسلامي، والاعتدال والوسطية هي قيمه، ويرفض التشدد وقتل الأرواح ويحمي كل حقوق الإنسان، ينشر الإسلام عدله وسلامه للبشرية ويحمل رسالة حب ووئام للعالم دون النظر إلى أعراقهم أو ألوانهم أو حتى أديانهم لقوله الكريم سبحانه وتعالى «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» من سورة الكافرون.
اليوم يعيش في الولايات المتحدة الأميركية أكثر 3 ملايين مسلم وأكثر المسلمين اليوم منتجين فيها يشكلون نخبة من الأطباء والعلماء والمهندسين ورجال الأعمال والنبلاء وإلى آخره من الذين يقدمون العمل المخلص لبلادهم وهم مواطنو الولايات المتحدة ولهم كل الحقوق التي يتمتع بها المواطن الأميركي.
رداً على كثير من المضطهدين ودعاة الكراهية في الولايات المتحدة وخاصة المرشح الرئاسي دونالد ترامب، زار الرئيس الأميركي باراك أوباما مسجد في بالتيمور في ولاية ميريلاند (شمال شرق) وأشاد بمسلمي الولايات المتحدة وشكرهم جميعاً ووصفهم بأنهم «من بين الأميركيين الأكثر احتراماً».
كثرت الجرائم العنصرية تجاه المسلمين في الآونة الأخيرة من قتل وإهانات جماعية علنية وكان الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة هو تصريح المرشح الرئاسي دونالد ترامب بأنه سوف يمنع المسلمين من دخول أراضي الولايات المتحدة وسوف يضع قوانين جديدة لردعهم، وحتى لا ينسى الشعب الأميركي أن حرب الكراهية قد تبدأ من جديد إذا تم اختيار هذا الرئيس وأيضاً وسوف تنشر في ولاياتهم شيئاً من عدم الأمان بعد تلك الكراهية والعنصرية اتجاه المسلمين.
جرائم عنصرية كالجرائم التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي والتي لا تخلو من الوحشية وأسوأها كانت جريمة تشابل هيل الذي راح ضحاياها ثلاثة طلاب مسلمين طالب طب الأسنان ضياء شادي بركات، الذي يبلغ 23 عاماً، وزوجته يسر البالغة 21 عاماً والتي لم يمض على زواجها إلا ستة أسابيع، وشقيقتها الصغرى رزان، الذين قتلوا وبوحشية على يد جارهم غريغ ستيفين هيكس العنصري المجرم، والإسلام أوصى بالجار واحترامه، وأمثلة عدة منها إطلاق رجل النار من بندقية على مسجد في كونيتيكت (شمال شرق) أو متعصب آخر هدد بتفجير مسجدين وإطلاق النار على المصلين فيهما.
وفي بيان واضح أعرب وزراء العدل في 11 ولاية أميركية عن قلقهم لتزايد الجرائم العنصرية المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة، وفي تصريح لوزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش «أنه لا مكان لعدم التسامح في بلادنا».
من أخلاق المسلم أنه متسامح يكره لون الدم والقتل ولا يتفق مع الإرهابيين والمتشددين وها هم رجال مسلمين تشيد الولايات المتحدة بدورهم الفعّال في المجتمع كالملاكم المسلم محمد علي كلاي وغيره من الذين حملوا لواء المجد للولايات المتحدة.