الصحافة من أهم وسائل الإعلام والاتصال، ولها أهمية كبيرة في حياة الدول والشعوب، ولها أهداف عديدة ووظائف كبرى على الصعيد الداخلي والخارجي، فهي وسيلة لتنمية الوعي والثقافة، وتنوير الرأي العام المحلي والخارجي.
ونشر المعلومات الصحيحة، وحسن التعاطي مع الأحداث المحلية والعالمية، والمساهمة الإيجابية في حل المشكلات والقضايا، وإيصال المضامين الهادفة إلى الجماهير، فالصحافة مكسب للدول والشعوب، وذلك متى ما أدت دورها بالشكل الصحيح، وتحلت بالنزاهة والشفافية والبعد الوطني، فكانت صحافة وطنية، تحافظ على هوية الوطن ومنجزاته ومكتسباته، وتسعى في رقيه وازدهاره في كافة الميادين.
الصحافة مكسب كبير، لأنها أداة فاعلة لنشر قيم التسامح والاعتدال والسعادة والمفاهيم الإنسانية الراقية، بعيدة عن المتاجرة والأفكار المؤدلجة التي تضر بالدول والشعوب، فالصحافة ليست إثارة، بل رسالة، وهي ليست نزوة أو شهوة كتابة وشهرة، بل أخلاق ومسؤولية واحترام لعقول القراء، فالحرية في الصحافة حرية رشيدة مسؤولة.
واستشعار أمانة الكلمة معيار أخلاقي أساسي، فمكانة الصحافة كبيرة لأنها وسيلة من الوسائل المهمة لتحقيق الخير والسعادة للدول والشعوب، ومتى ما حققت الصحافة هذا الهدف السامي كانت مبدعة منتجة، وكانت كالشجرة المثمرة التي يتذوق الجميع ثمارها الشهية.
إن الواقع يؤكد لنا جميعا الآثار الإيجابية الكبيرة للصحافة الهادفة، ودورها الفعال والمهم واليومي في خير الدول والشعوب، كما يؤكد في المقابل حقيقة مؤلمة وهي الآثار السلبية للصحافة غير الهادفة التي تبحث عن مجرد مكاسب زائلة أو تخدم أجندات وأيديولوجيات تضر وتهدم.
إن مكسب الصحافة متى ما كان هو الغاية فإن الصحافة تؤثر سلباً على الدول والشعوب، وتكون وسيلة وأداة قد يستعملها أي أحد لأغراض سيئة أو لخدمة مصالح فردية أو فئوية على حساب مصالح عموم الأفراد والمجتمعات والدول، كما قد تتسبب أيضا في انتشار الفكر المتطرف والتعصب والكراهية والطائفية والمتاجرة بالدين.
وتكون وسيلة لانتشار الفوضى في الدول، كما أنها قد تهدم اقتصاد الدول بنشر التحاليل الكاذبة اقتصادياً وإيصال صورة غير حقيقية للدولة إلى الشعوب الأخرى، وعمل غطاء يسوده الفتن والشائعات وحجب المجتمعات العالمية عن الرؤية الواقعية الصحيحة للمجتمع المحلي.
إن بعض الصحفيين حول العالم قد يتجاوزون المعايير المهنية والأخلاقية بسبب عدم دراية كافية بقوانين حرية الصحافة أو عدم المبالاة بذلك، مما يؤدي ببعضهم إلى ارتكاب جرائم صحفية بسبب ممارسة حرية الرأي بطريقة خاطئة ومجرمة قانونيا، كجرائم التشهير والقذف العلني سواء للشخصيات البارزة في المجتمع أو غيرهم.
وجرائم الإهانة للحكومات والشعوب ونشر الأخبار الكاذبة والتحريض على ارتكاب الجرائم، والمشاركة في زعزعة أمن واستقرار المجتمعات، وهو ما قد يكون خرقا لجميع التشريعات وقوانين الإعلام وحرية الصحافة.
لقد اهتمت قيادتنا الحكيمة في دولة الإمارات بالصحافة الهادفة، وأولتها عناية كبيرة، حتى غدت الصحافة الإماراتية نموذجا للصحافة الراقية، كانت ولا تزال مكسبا للجميع.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «دور الصحافة المهم في تنوير الرأي العام المحلي والتعريف بمنجزات دولتنا الحضارية على كل الصعد»، وهذه إحدى وظائف الصحافة التي نعتز ونفتخر بها بأن تكون مرآة ناصعة جميلة ينظر من خلالها أبناء المجتمعات الأخرى إلينا بعين الحقيقة الناصعة، فيرون رقي ثقافتنا الإماراتية، ونبل قيادتنا ومجتمعنا، وسمو قيمنا ومبادئنا.
إن خارطة الطريق المشتملة على الأبعاد الوطنية والإنسانية تنير للصحفيين الأحرار الطريق، لتتدلى أقلامهم المبدعة شرقاً وغرباً وهم يدونون للعالم ما يفيد البشرية، ويحملون رسالة السلام والتسامح والاستقرار، وطموحهم هو إبراز الدور الراقي للصحافة الهادفة في كافة الميادين وفق أعلى معايير الحرفية والمهنية.