جرى تداول الكثير من الأخبار القديمة والمتكررة عن ولاية كاليفورنيا أخيراً. إذ تم تقييم نحو 62% من طرقاتها على أنها ضعيفة أو ضئيلة الجودة.
وقد كان هنالك الكثير من التكهنات المتعلقة بتجاوز التكاليف الهائلة، فضلاً عن الخسائر السنوية على مستوى الطرقات السريعة، وذلك حتى قبل أن يتم تمديد الميل الأول من مسار تلك الطرقات. وقد تم استطلاع آراء ثلث سكان «باي إيريا» الذين قد طرحوا آمالهم بمغادرة المنطقة، ليأتي ذلك كسبب رئيسي للتشاؤم.
يعتبر مجموع ضرائب ولاية كاليفورنيا، التي تشمل المبيعات والدخل والبنزين، من بين أعلى معدلات الضرائب في أميركا. ومع ذلك يأتي ترتيب طرقات كاليفورنيا، ونظام التعليم الابتدائي والثانوي فيها بالقرب من القاع.
فعقب سنوات من الجفاف، لم تنشئ كاليفورنيا أي خزان جديد، على الإطلاق. وعوضا عن ذلك، يجري تحويل المياه العذبة الشحيحة إلى البحر. وقد جرى هجر آلاف المنازل الريفية وسط كاليفورنيا بسبب إغراقها بالمياه الجوفية، ولجفاف الآبار فيها.
تعتمد كاليفورنيا على طبقة صغيرة من النخبة بالنسبة إلى نصف إيراداتها التي تستقيها من ضريبة الدخل. ومع ذلك فإن الكثير من دافعي الضرائب الأثرياء يفرون من الولاية التي تضم أربعين مليون شخص، مبدين غضبهم لدفعهم نحو 12% من مدخولهم على الخدمات العامة الرديئة.
ينظر للناخب الشعبي في كاليفورنيا بأنه بلا هدف. وقد عملت الولاية التقدمية والمحاكم الاتحادية على إبطال العديد من التدابير الإصلاحية في السنوات العشرين الماضية، والتي جرى تمريرها بغالبية واسعة النطاق.
تمارس حكومة الولاية التهرب من الواقع، والمماحكة بالنسبة إلى القضايا المتعلقة بالبيئة المائية، بدلا من التعامل مع الولاية الغارقة.
لكن ما الأمر الذي يمكن أن ينقذ كاليفورنيا. لقد عرضت لجان رفيعة المستوى، ولسنوات عديدة، خطط الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتبسيط وخفض قانون الضرائب في الولاية، وتخفيف الأنظمة المرهقة، وإصلاح المدارس، وتشجيع استيعاب وتوحيد الثقافة، مع تقديم حوافز لبناء مساكن بأسعار معقولة.
وبدلاً من تحقيق ذلك، يسود الرياء، ففي حال أراد صاحب الملايين، ومؤسس موقع «فيسبوك»، مارك زوكربيرغ مواصلة تلقين سكان كاليفورنيا الدروس عن رهاب الأجانب.
فيجب عليه على الأقل وقف تحويل عقاراته إلى ملاذات. وفي حال استمر الأساتذة في جامعة كاليفورنيا بيركلي في الإلحاح على الولاية لإصلاح عدم المساواة في الدخل، فإنه يجدر بهم أولاً الاعتراف بأن الولاية تدفع لهم أكثر من 300 ألف دولار سنويا، لتضعهم ضمن أفضل 2% من الموظفين الذين يعملون لقاء أجر في الجامعة.
يجب الترحيب بالمهاجرين لولاية متعددة الأجناس، حيث لا وجود لغالبية عرقية، لتحفيزهم على استيعاب الثقافة والقالب السياسي، كما إن المزيد من الوحدة والتكامل قد يساعد في تلك المسألة.
وبالتالي لماذا لا يتم تشجيع شركة «غوغل» على نقل بعض عملياتها الداخلية إلى المحتاجين في «فريسنو»، أو الضغط على أثرياء «سيليكون فالي» لتشجيع السكن بأسعار معقولة في مساحات شاسعة مفتوحة على امتداد ممر «آي-280» شمال سان فرانسيسكو.
وأخيرا، يجب على بيروقراطي ولاية كاليفورنيا تذكر أنه ليس بمقدور سكان الولاية شرب «فيسبوك»، ولا تناول «غوغل»، أو استخدام نظام «أوراكل»، أو العيش على «أبل». لأن الشعب الجائع لا يزال محل اهتمام.
تحتاج النخب للرجوع للماضي، وإعادة دراسة ما أمكن لحكومة ولاية كاليفورنيا تحقيقه في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، لإعادة اكتشاف وضع الحكومة الجيد، في حال تمكن أهالي كاليفورنيا العاديين من الحصول، من أي وقت مضى، على غاز وكهرباء ومنازل يمكنهم تحمل تكلفتها، إضافة إلى طرق آمنة ومدارس أكثر تنافسية.