فاز رجل الأعمال العالمي، والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بالبيت الأبيض، لاستعادة اقتصاد السوق الحر، وإعادة القوة إلى الطبقة العاملة والمتوسطة.

عقب التصويت على «بريكسيت» في الولايات المتحدة في وقت مبكر من هذا العام وانتصار ترامب، هل أصبح بإمكان الحكومة الفرنسية أن تكون لعبة الشطرنج المقبلة التي قد تسقط؟.

لقد فاز ترامب بسبب ريادته الرأسمالية الحقيقية. وشن حملة ضد رأسمالية وول ستريت التي لطالما منعت النظام الرأسمالي، وزاد على الأمر من خلال دعوته استعادة الثقة وإعادة العمل، وقد تفهم فترة ترامب على نحو أفضل بأنها فترة تاتشر الجديدة، أو فترة ريغان الجديدة، حيث يتم تطبيق فلسفات السيدة الحديدية، مع تعديلها لتلائم حقائق هذا العصر.

في فرنسا، قال رئيس الوزراء السابق، الآن جوبيه، إن انتصار فرنسوا فيون في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري من يمين الوسط، جاء لأن لديه وسائل إعلام في جميع أنحاء العالم، تصفه بشبيه مارغريت تاتشر.

(ومن الواضح أن كل المطلوب هو أن يكون المرء مثل مارغريت تاتشر هذه الأيام، أو أن يكون لديه زوجة بريطانية). وسيواجه فرنسوا فيون اليوم، جوبيه في الجولة الثانية، مع تقدم الفائز في الانتخابات الرئاسية في الربيع.

بالنسبة إلى فيون الذي تولى حقيبة رئاسة الوزراء بين عامي 2007 و2012 تحت رئاسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فإنه لم يكن قادراً على تسويق أجندة ساركوزي. ولا كان قادراً على الوقوف في وجه ساركوزي عند الحاجة، وبالتالي، فإن وعد فيون بإجراء إصلاحات أقل بكثير عن غيرها.

المشكلة الكبيرة، هي أن كامل النظام موجود لخدمة مجموعة من النخب التي استبدلت دور الملكية في الجمهورية الفرنسية، وجعلت قادة الاتحادات جزءاً من النظام أيضاً.

من أكبر العقبات بالنسبة لفوز نظام مثل نظام ترامب في فرنسا، هو أن الفرنسيين ليسوا أميركيين. وأن معظم الأميركيين يريدون من الحكومة ألا تتدخل في حياتهم، لتأخذ أقل شيء ممكن من رواتبهم لقاء القليل الممكن فقط.

ويتطلع الفرنسيون من حكومتهم فعل الأمر ذاته. يدفع الفرنسيون نحو نصف دخولهم إلى حكوماتهم. من الأسهل فهم لماذا يوجد عند الموظفين توقعات أكبر من الحكومة، ولماذا يتوقعون عائداً على استثماراتهم. ومن أجل تغيير النظام المطلوب، فالمطلوب هو كسر هذه الدائرة.

سيكون انتصاراً على غرار انتصار ترامب في فرنسا ممكناً، فقط مع قدرة ترامب على سحق النظام ذاته. ولفعل هذا الأمر، يجب على المرشح، سواء كان فيون أو جوبيه أو زعيم الجبهة الوطنية اليميني المتطرف ماريان لوبان، التحقق من أن النظام يشكل في حد ذاته مشكلة، ومن ثم أن يقنع المصوتين بفعل ذلك، على الرغم من ردود فعل وسائل الإعلام التي لا مفر منها، وردود فعل المؤسسة.

الفرنسيون يشوهون فوز ترامب، وينظرون إلى الموضوع من خلال المنظور الوحيد الذي يمكن فهمه. وذلك بينما ينظرون إلى المسألة باعتبارها رفضاً للعولمة. ويرى الفرنسيون في انتخابات ترامب، تأييداً للحمائية والانعزالية.

الكثير من الأوروبيين الذين لديهم تطلعات راديكالية، تتمثل في أن اقتصاد السوق الحرة أفشلهم. وأن الحل يكمن في التدخل الحكومي على نحو أكبر. المشكلة الحقيقية، هي تحريف الرأسمالية والتجارة الأساسية، وصولاً إلى فوائد الطبقة الفرنسية الحاكمة ومواطني الطبقة المتوسطة والعاملة.

ولو اعتبرت إصلاحات ترامب ناجحة، فإن انتصاره في التاريخ كبداية للثورة. الثورات بلا شك ليست غريبة على فرنسا. إلا أن الأمر يعود لترامب، كي يقدم نسخة جديدة من الحكم. وتحتاج فرنسا إلى أكثر من مجرد إعادة تصميم أغلب ما تحتاجه أميركا.