يهتم الرئيس باراك أوباما بإرثه كثيراً، وبالتالي هل سيجرؤ على الصفح عن هيلاري كلينتون؟
هل سيمنح أوباما وزيرة الخارجية السابقة بطاقة الخروج من السجن قبل أن يترك منصبه ويسلم البيت الأبيض للرئيس المنتخب دونالد ترامب؟
وفي حال تم الصفح عن كلينتون، ماذا عن الوعود التي قدمها أوباما للشعب، في أنه سيتفوق على السياسة المعيبة والساخرة المتبعة في الماضي؟
سنشهد استرجاع صدى تلك العبارة أو أي عبارة أخرى مماثلة، من قبل نقاد اليسار، وعلى لسان الفاعلين في الحزب الديمقراطي، ممن يتجلون كمحللين على شاشات التلفاز، كما يمكن أن تتسلل للقصص الإخبارية التي يفترض أن تكون محايدة.
لقد تم توظيف الكثير من الأمل في مثل هذا الحديث، استناداً إلى الاعتقاد بأن الشعار سيصبح حقيقة، وأن السخرية القديمة ستنتهي.
لكن هل انتهى الأمر بالفعل؟
بالطبع إن هذا بمثابة تخمين. فلم يجرِ اتهام هيلاري كلينتون بارتكاب أي جريمة. إلا أن عدم وجود التهم لم يوقف الرئيس الجمهوري جيرالد فورد عن منح الحصانة للرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون. ليصرخ الديمقراطيون، وعلى افتراض أن هيلاري كلينتون بينهم، إن كل ذلك كان خطأ ومدعاة للسخرية.
أما الآن فلن يهتم الديمقراطيون ما إذا كان سيسمح لهيلاري بالسفر إلى إحدى الجزر الخيالية، أو إلى قمة جبل، لتبقى خارج نطاق التغطية الإخبارية بحيث يمكن للديمقراطيين التركيز على الانتخابات المقبلة. وقد تهب رياح عاتية، تخبرنا بضرورة ترك الماضي خلفنا والتطلع للمستقبل.
ذلك ما يقوله السياسيون عندما يراوغون للخروج من أمر ما. لكن إذا ما تم إلقاء القبض على آخرين، من قبل الحكومة الفيدرالية، وسجنوا في زنزانة فيدرالية، فإنهم لن يأبهون لذلك الأمر كثيراً.
يرغب النائب الأميركي السابق جيسي جاكسون، الذي تمت إدانته، بالحصول على الصفح لنفسه، فضلاً عن الصفح عن زوجته المدانة سابقاً، ساندي جاكسون، إلى جانب العفو عن كثر آخرين.
ربما الشخص الذي قد يستحق العفو الكامل من عدمه، أو على الأقل تخفيف الحكم عنه، هو الحاكم السابق لولاية إلينوي رود بلاغوجيفيتش، الذي حكم عليه بالسجن لمدة أربعة عشر عاماً. ولايزال بلاغوجيفيتش في السجن الفيدرالي، وإلى حد كبير في طي النسيان.
ولكن بالعودة للمرة الأولى التي باشر الرئيس الأميركي باراك أوباما فيها حملته، وسلب عقول الأميركيين بكلمات معسولة بإخبارهم أن الوقت قد حان للانفصال عن سياسة الماضي المعيبة والمفلسة، هل كان كل ذلك مجرد كلمات؟
هل يعتبر كل ذلك لعبة تملق، بدأت قبل أن يقدم الصحافيون نخبهم وتصبح أعينهم مليئة بالدمع عند انتخاب أوباما قبل ثماني سنوات؟
أفترض أننا سنكتشف ذلك
وكذلك سيفعل كل من هيلاري وبيل كلينتون، وتابعوهما، ومطلعوهما في مؤسسة كلينتون الخيرية التي تحوز المليارات، والتي استحوذت على الهدايا من العديد من الدول عندما كان من المفترض أن تصبح كلينتون رئيسة للبلاد.
أما الآن وبما أنها ليست الرئيس المنتخب، تتواصل الهستيريا الليبرالية بشأن انتخاب ترامب.
أعتقد بأنهم بحاجة لبرنامج يتألف من حوالي 12 خطوة لإعادتهم للواقع. بيد أنه قد حدث أمر آخر يمكن ملاحظته، غالباً، بشجار لا نهاية له، وصياح بسب الألم، ألا وهو توقف التبرعات من أجل كلينتون والجمعيات الأخرى. وتكمن المسألة كما لو أن أولئك الرجال الأقوياء الآتين من دول عدة لا يشعرون بأنهم مجبرون على التبرع، كما كانوا سابقاً.
لقد اشترى المطلعون النفوذ بالأموال، وباتت تلك المؤسسات وسيلة لغسل الأموال، بحيث تكون نظيفة للغاية. إلا أن المال لا يصل أعتاب المؤسسة بعد الآن، كما تستمر «إف بي آي» التحقيق مع المؤسسة.
يأبه جميع الرؤساء بإرثهم. وعند تركهم المنصب، يكرمهم الأميركيون ببناء نصب تذكارية لهم.
الأفعال أهم من الكلمات، وكلي أمل أن يتذكر أوباما هذا الأمر في المسألة المتعلقة بهيلاري كلينتون والصفح عنها.