اشتهرت الأوراق الملونة والمزخرفة منذ العصور الوسطى، تبعاً لأجود المخطوطات والنماذج الشخصية للورق، التي تم إنتاجها على امتداد العالم الإسلامي.

وقبل ابتكار المبيضات الكيميائية في القرن الثامن عشر، كان اللون يعتمد على المواد التي يصنع منها. وبذلك أصبحت أولى الأوراق تتسم باللون البني، إلا أن صناع الورق عملوا خلال القرن الثالث عشر على صقل التقنيات الخاصة بتصنيع الورق.

وأفاد الفنان التيموري، وأمين المكتبة، سيمي نيشابوري، بأنه من الجيد منح الورقة لوناً خفيفاً، لأن اللون الأبيض قوي على العين. مضيفاً أن نماذج الخط العربي الرائدة كتبت على أوراق تحمل مسحة من اللون.

ويبدو أن اختبار مثل تلك الأوراق قد تطور من نماذج تم استيرادها من الصين، حيث جرى إنتاج الأوراق الملونة منذ فترة ما قبل الإسلام.

ويقال إن الخطاطين الأوائل في العالم الإسلامي من المحتمل أنهم قد استخدموا أوراقاً مستوردة، إلا أن مصاريف تلك السلع المجلوبة، والاستحسان الذي حققته، أدى لتطوير الفنانين لتقنياتهم الخاصة من أجل صناعة أوراق ملونة، ومذهبة، والرخامية، بالإضافة إلى قطع الورق.

في ذلك الوقت، كانت أكثر الأوراق شهرة هي البرتقالية، رغم أن مخطوطة واحدة في مكتبة «تشستر بيتي» كانت من ورقة مصبوغة باللون الزيتوني. ليمتد بعدها اختبار الأوراق الملونة بسرعة للمغرب.

ولقد قدمت المعاهدات الفارسية الكثير من المصادر، النباتية والمعدنية، التي استخدمت للحصول على تلك الألوان. كما أقدم العثمانيون على طريقة مماثلة لتلوين أوراقهم.

ومنذ نهاية القرن الرابع عشر، طور الخطاطون في إيران والمناطق المجاورة للعالم الإسلامي، أنواعاً أكثر فخامة، تلك الأوراق المزخرفة بشكل خاص، وتمثلت إحدى التقنيات بتزيين الورق بالذهب، في صورة نقوش، أو نثار متفرق.

وهناك أنواع كثيرة من الأوراق الذهبية والفضية التي استخدمت في الصين منذ فترة تانغ (618-907)، كنوع من المبادلات بين الحكام الفرس والأباطرة، في وقت متأخر من القرن الرابع عشر والخامس عشر، بالإضافة إلى استعمال إيران للمخطوطات من الورق الصيني المذهب، الذي رسم عليه باللون الذهبي مجموعة من الطيور والورود ومشاهد من المناظر الطبيعية، ليجري استخدامها كمخطوطات عديدة، صنعت من أجل التيموريين ومعاصريهم.

ومن أقرب الأمثلة التي بقيت لتصل إلينا، هما نسختان من شعر فريد الدين عطار، وهي أبيات من القلب، استهدفت الحاكم التيموري شاه رخ بن تيمورلنك، في عام 1438.

ويبدو أن الورق الصيني الملون والمزين، قد وصل إلى البلاط التركماني غربي إيران، حيث استخدمت لإيجاد العديد من المخطوطات الأصغر. وبالنظر إلى تكلفة الأوراق المزينة بالذهب من الصين، فإنه ليس من المفاجئ شروع الخطاطين الإيرانيين في صنع أوراقهم الخاصة. وعلى الرغم من أن تلك الأوراق لم تكن فخمة كنظيرتها الصينية، إلا أن التشكيلة المحلية كانت مكلفة.

لقد كانت الأوراق المفعمة بالذهب مطلوبة، على نحو كبير للغاية في ذلك الوقت. واستخدمت في شكل ألبوم يحوي قصاصات الخط العربي والرسومات، لتوحيد الصفحات المختلفة في الكتاب الواحد.

واشتهر الورق المذهب في المشاغل التيمورية والتركمانية. ومنذ أواخر القرن الخامس عشر وصاعداً، أصبحت الهوامش المرشوشة بالذهب نموذجاً لأروع المخطوطات الشعرية الموجودة في الأراضي الإسلامية الشرقية. كما أضيفت الهوامش المرشوشة بالذهب في نسخة من قصائد الحاكم التيموري «السلطان حسين».

ومنذ القرن السادس عشر وصاعداً، أصبحت الهوامش الذهبية أساسية في المخطوطات البارزة التي قدمت للبلاط الصفوي والأوزبكي والمغولي. وأدرج كثير من تصاميم الأرابيسك والطيور والحيوانات والأشجار والزهور. ولقد تم إنتاج الأنواع الأفضل لتلك الهوامش في الهند المغولية.

■مترجم بريطاني