(أ)

الظلام: ضوء أسود.

هذا ما يقوله المتفائل جداً!!

(ب)
أنا متفائل:
في هذه اللحظة، وفي أماكن مختلفة من هذا العالم، يحدث التالي:
هنالك ولد يتدرّب بجانب والده على البيانو..غداً سنراه موسيقاراً عبقرياً.
هنالك ولد يلعب في شارع ترابي - في حيّ فقير - غداً سيدهشنا بأهدافه الرائعة مع نادٍ شهير.
هنالك شاب يتهمه رفاقه بالغرابة والانطواء..غداً سيذهلنا ببرنامج إلكتروني مذهل.
هنالك رجل تجاوز الستين من عمره - قضى نصفه في معمل الأبحاث - غداً سيعالج أمراضنا بدواء عجيب.
هنالك صبيّة تتفتح أزهارها وأسرارها..غداً سيذوب العالم بضحكتها.
هنالك...

خبر عاجل:
قذيفة تُبيد عائلة بأكملها في سوريا.

أنا متشائل!
(ج)
اللون الرمادي: لونٌ بلا لون!
كل لون له موقف..
وحده الرمادي بلا موقف.
هو لون: جبان..
يدّعي أنه: محايد.
أعشقه في الملبس، وأكرهه في الموقف!

(د)
لا تصدقوا العبارة التي تقول لكم: إن الجماهير أسقطت النخب!
الحقيقة أن «بعض» الجمهور - بسبب نعمة التقنية - امتلك المنابر، وصار يوحى له أنه من النخبة.
النخبة لا تسقط..بعض الجمهور ارتفع إليها!
والجماهير ـ في الغالب ـ تعرف الخطأ، وتراه بشكل جيّد، وربما: ترفضه..
لكنها لن تدلك على الصواب!

(هـ)
أنت كل ما يُشكّل «هويتك» التي تتباهى بها وتراها الأعلى:
لونك، لغتك، تاريخك العائلي، طائفتك، مذهبك، أصلك، منطقتك.. ومنطقك!
ما تراه «هوية».. ألم تفكر ولو لمرة واحدة أنه «قيد»؟!
(و)
التقليديون هم أبناء ما ألفوه..وخُدَّامه المخلصون:
يتميزون بعدم مراجعتهم لما مضى..ورفضهم لما سيأتي.
لا يفرقون بين الاختلاف، والخلاف، والتخلف!
أنصار السائد لا ينتصرون، ولكنهم يقاتلون بشراسة حتى آخر لحظة..
لو انتصروا لكانت البشرية لا تزال تسكن منزلها الأول: الكهف!
بعض المجتمعات تتجاوزهم بسهولة..
وبعض المجتمعات تحتاج إلى قرن لتمرير فكرة صغيرة!

(ز)
من الظلم أحيانًا أن تطالب المشغول
بـ «رغيف الخبز» أن يتخذ موقفًا تجاه «الكعك»!!