قبل أن يقرر الديمقراطيون تعليق النائب العام جيف سيشن على المشنقة، باعتباره جاسوساً روسياً، هل سيكون لديهم بعض الاحترام على الأقل في معاملته؟.

سيشن ليس طويل القامة، بل في الحقيقة هو رجل قصير، بأقدام صغيرة. ومع ذلك، فإن القادة الديمقراطيين أمثال النائب الأميركي نانسي بيلوسي والسناتور تشارلز شومر يبدوان، عازمون على تعليقه في مكان عالٍ.

وعندما سُئل عن العقوبات الروسية، قال دونالد ترامب «يجب علينا أن نتقدم في حياتنا». ويتراوح طول سيشن بين 5 و7 أقدام. ويضاهي طول رئيس بلدية شيكاغو، رام إيمانويل.

ويدفع الديمقراطيون بالروس تحت كل السيناريوهات، التي ستقود حتماً نحو جعل العامة يتحدثون عن الولاء. ياردارم طويل جداً بالنسبة إلى رجل مثل سيشن ذي الأقدام الصغيرة الممتلئة. هذا أمر غير عملي.

أليس لديك شعور بالكرامة، بيلوسي أو سيشن؟، هل لم يظل عندك أي إحساس من الحشمة؟، بالطبع فليس للحشمة أي علاقة بالدراما التي تحدث عنها الحزب الديمقراطي، ولأسابيع كثيرة من الآن، كان الأمر كأن الروس موجودون في كل مكان.

الروس في الخزانة الصيفية وفي المرآب ووراء سخان المياه، والروس في كل مكان. إذا لم نوقف هذا الأمر حالاً، قد يشعر الروس بجرأة كافية للوجود كل مكان.

وبالنسبة إلى كل الحديث عن الأمن الوطني والصيد الروسي، وما إذا كان سيشن قد كذب في شهادات مجلس الشيوخ، يعلم معظم الأميركيين أن كل هذا من أجل السياسة. والسياسة ليست لائقة.

وبإمكان الحرب مع الروس أن تنتظر لسنوات قليلة أخرى، أليس كذلك؟ أنا متأكد أنه كان بإمكان السيناتور الجمهوري جون ماكين وليندسي غراهام، الانتظار لفترة طويلة قبل أن نبدأ حرباً مع فلاديمير بوتين، أليس كذلك؟.

وتقول صحيفة «الواشنطن بوست»، إن السلطة الرائدة في مجال دراما التجسس والبرنامج الذي يتناول «خلية التجسس الروسية»، لا يزال أفضل برنامج على التلفاز.

من لا يحب مسلسلاً عن جواسيس ولدوا في عهد الاتحاد السوفييتي، ويعملون مثل الأميركيين، ويعيشون في إحدى ضواحي واشنطن العاصمة في نهاية الحرب الباردة؟.

هل تتذكر الحرب الباردة؟ بالطبع لا أحد يتذكرها تماماً. ما من أحد يريد تذكر الحرب الباردة الآن. ومع ذلك بالنسبة إلى هؤلاء الذين يريدون التذكر، فكروا في الأمر باعتباره زمناً غريباً، عندما كره الجمهوريون الروس، واشمأز الديمقراطيون من الاستخبارات الأميركية.

في زمن من الأزمنة، كره النقاد الليبراليون مطاردة الساحرات، بينما أصبح بالإمكان مساءلة ولاء الأميركيون. وساد الكره عندما تم التنديد بالديمقراطيين الذين وقفوا إلى جانب عملاء الاتحاد السوفييتي في النصف الغربي من الكرة الأرضية، ونعتوهم بـ «مجموعة من الشيوعيين».

الأشياء تتغير. الأميركيون مذنبون، ومن دواعي سرورهم أنهم كذلك. نعم، إلا أن كيري راسل ومانيو ريس، كما إليزابيث وفيليب غينينغز، ينجزون أموراً ممتازة. ونعم ما زالوا يقتلون الناس، ويرتدون الأقنعة، ويسرقون أسرار أمتنا. ولكن ليس من أجل المتعة. هؤلاء مهنيون ووكلاء سفر.

إلا أن لدى هؤلاء «الأميركيين» أخلاق. هم لم يسفكوا الدماء بالأسلحة البيولوجية المسروقة، ولم يقتلوا الآلاف أو الملايين، هم كرماء، وأولياء أمور يأخذون أطفالهم إلى عالم ديزني لتسليتهم.

ويظلون مستيقظين خلال الليل في بعض الأحيان. ويتناقشون ويقلقون بشأن مستقبل أولادهم، مثلما يفعل الآباء الأميركيون الحقيقيون، الذين ليسوا جواسيس أو دمى جمهوريين للجواسيس، مثل فلاديمير بوتين.

إليزابيث وفيليب كانا صبورين أيضاً مع مراهقتهم ملكة الدراما بيج، التي قد تصبح جاسوسة روسية من الدرجة الرفيعة، أو وزيرة أصولية، في حال أرادت وقف الشكوى، لأن لا أحد يستمع إليها.

وتبدو بيج صعبة المراس، إلا أن لديها موهبة ملزمة للجواسيس أو الصحافيين: وهي التعاطف. وهذا يجعلها خطرة.

صانع البرامج جو يسبيرج، نجل ملكة مدينة شيكاغو للثقافة، يعرف القصة الحالية في واشنطن، التي تتحدث عن إدارة ترامب. ويساعده الروس في برنامجه.

وقالت يسبيرج في أحد برامجه التلفزيونية: «هناك شيء ما يحدث بطريقة ملتوية. وهناك نوع من الترفيه بشأن وجود كل هذه الأمور في عناوين الأخبار، والتي تزدحم بها الأخبار طوال الوقت».

وعلى الجانب الآخر، كما استدعيتم جميعاً. عندما جلسنا هنا قبل سنوات كثيرة، كانت الفكرة المبدئية من البرنامج تقول: «انظر هنا. هؤلاء الأشخاص الذين نعتقد أنهم أعداء مثلنا تماماً». والعلاقات سلمية أكثر من أي وقت مضى بين الولايات المتحدة وروسيا.

ويجب أن ننظر إلى الأمور من زاوية معينة.

ولرؤية كيف أن الأمور خارجة عن السيطرة، فإنني لا أشعر بالراحة. هذا شعور جيد لبعض الناس. يجب أن يروق ذلك للروس.