من خلال رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحنا ندرك جيداً أن تحقيق السعادة لجميع الأفراد هو أمر ليس مرتبطاً بهم فقط بل هو مفهوم يكفل المجتمع تحقيقه لمواطنيه، ومن هنا كان علينا قيادة التحول لتكون سعادة الناس أولوية في كل ما نقوم به من خطط.

والتزاماً منا بالعمل على سعادة الناس، أطلقت «دبي الذكية» أجندة السعادة في مايو 2016، تماشياً مع الميثاق الوطني للسعادة الذي أطلقته حكومة الإمارات، لتوجيه مدينتنا نحو تحديد الأولويات التي تؤثر في سعادة الناس، عبر اتباع نهج علمي ملموس لتحقيق هذه الأهداف. ومن خلال أجندة السعادة حددنا 4 احتياجات مشتركة بين الناس للسعادة حسب علم النفس الإيجابي، والتي يمكن من خلالها أن يوفر المجتمع السعادة والرفاهية لسكانه وزواره.

وتتلخص هذه الاحتياجات في: الخدمات الأساسية التي يوفرها المجتمع، والاحتياجات العاطفية من خلال التجارب الإيجابية في الحياة اليومية، والاحتياجات المعرفية للشعور المستمر بالرفاهية، والاحتياجات الأعمق للسعي إلى معنى وهدف في الحياة.

ولتعزيز الخدمات الأساسية للأفراد، عملت دبي الذكية مع كافة شركائها في إمارة دبي لضمان إمكانية وسرعة الوصول إلى جميع الخدمات بسهولة وفعالية. أما لتوفير التجارب الإيجابية للأفراد في المجتمع، فقد اعتمدنا نهجاً جديداً للخدمات التي تقدمها الإمارة للمتعاملين، والذي يركز على تلبية احتياجاتهم وتوفير أحدث التقنيات المتطورة لاستخدام أسهل للخدمات، بما يضمن تحقيق رضا وسعادة المتعاملين، لكوننا نؤمن أن كل تجربة للأفراد في المجتمع يجب أن تكون إيجابية.

ولتحقيق الاستمرارية لمفاهيم السعادة والإيجابية، عملنا على الاستفادة من البيانات والإحصاءات التي تتوافر لدينا ضمن هذا المجال للتخطيط الاستباقي والاستفادة من خبرات وتجارب ورؤى دبي في مجال السعادة، وذلك لدعم عملية صنع القرار وزيادة فرص التعاون والشراكة بين مختلف الجهات، كما تقدم هذه البيانات العديد من الفرص لمجتمعات الأعمال في دبي لتصميم تجارب جديدة تؤثر بشكل إيجابي في مجتمع دبي.

أما دورنا في دعم الاحتياجات الأعمق للسعي إلى معنى وهدف في الحياة، فقد عملنا مع شركائنا على توفير فرص تعليمية للمجتمع لاكتشاف الأدوات التي تعزز السعادة في المجتمع، وسبل التأثير بشكل إيجابي في إسعاد الآخرين.

واليوم تعد تجربة دبي مثالاً ناجحاً على اتباع نهج المدينة السعيدة، الذي نسعى إلى مشاركته مع باقي إمارات الدولة ليستفيد منه الجميع، هذا النهج الذي حقق أهدافه بفضل العمل الجاد والالتزام الكبير من قبل شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص، حيث شهدنا بشكل فعلي التأثير الإيجابي لهذا النهج، فحسب بيانات مؤشر السعادة لدينا، وصلت نسبة السعادة في دبي من 87% إلى 90% خلال عامين فقط، ونحن نهدف إلى أن تصل النسبة إلى 95% بحلول عام 2021.

ووفقاً لقيادتنا الرشيدة فإن إسعاد شعبنا هو أعظم مسؤولياتنا، ولا شك في أن تحقيق هذا الهدف يتطلب المسؤولية المشتركة بين الأفراد والموظفين ومجتمع الأعمال والجهات الحكومية، حيث لدى الجميع القدرة على التأثير إيجاباً في سعادة كل من حولنا وحتى نستفيد جميعاً في نهاية المطاف من ترسيخ مفهوم السعادة في مجتمعنا، فرؤيتنا هي جعل دبي أسعد مدينة على وجه الأرض، وبمناسبة اليوم العالمي للسعادة ندعو الجميع للانضمام إلينا في مسيرة السعادة المستدامة لمجتمعنا.