لم يمر شهران على وصوله المكتب الرئاسي حتى بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتعامل مع ما يمكن اعتباره أخطر مواجهة عسكرية تتعلق بالأسلحة النووية العسكرية منذ أزمة الصواريخ الكوبية منذ أكثر من نصف قرن.

الخشية من انبثاق «حرب حقيقية» على غرار ما هددت به كوريا الشمالية وزير الخارجية «وانغ يي»، أخيراً، دعا حليفه على وجه السرعة إلى إنهاء اختبارات الصواريخ. ودعا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى تعليق المناورات العسكرية المشتركة. وحذر من أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مثل «قطارين متسارعين ينطلق أحدهما باتجاه الآخر، وأن ما من جهة مستعدة للتخلي عن موقفها».

الكارثة المحتملة التي قد تنشأ عن اختلاف أكثر القادة الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم في العالم يجعل البحث عن الاختراق أكثر إلحاحاً مما كان عليه الوضع في الأزمات السابقة.

وفي ردهم على الاختبارات الأخيرة، سعت الصين إلى الضغط على بيونغ يانغ من خلال وقف واردات الفحم، وهي المصدر الرئيسي لدخل المملكة.

إلا أن تفاقم المعضلة بشأن كيفية جعل زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ ايل يتصرف على نحو منضبط هو في حد ذاته أمر مثير للغضب إذا ما قورن مع الدرع المضاد للصواريخ الذي نصبته الولايات المتحدة. إلا أن هؤلاء الذين يتابعون أجهزة الرادار يمكن أن يجدوا أنه قد يصل إلى الأراضي الصينية.

ووجهت المحكمة الدستورية لكوريا الشمالية الاتهام إلى الرئيسة المخلوعة في كوريا الجنوبية بارك جيون هاي، وبالتالي أطاحت بها من منزلها. وعقب سنوات كثيرة من الحريق البطيء وصل التهديد الكوري إلى نقطة انعطاف، باتت فيه المنطقة بأكملها تشعر بخطر اندلاع الحرب. ومن الواضح أن الوقت قد حان لتجريب استراتيجية جديدة تتجاوز معاقبة وعزل كوريا الشمالية بهدف وقف التهديد النووي.

وفو يينغ واحد من كبار دبلوماسي الصين، الذين تعاملوا مع بيونغ يانغ منذ عام 2003، وجعل القضية في بكين تبدو كأنها معطلة. ولكنها جعلت النظام الشيوعي أكثر ميلاً للتطرف.

وبشأن سحب المخطط وتتبع المسار الذي امتد لعقود طويلة وصولاً إلى التسلح النووي وتطوير الصواريخ البالستية، قال فو إن النموذج واضح جداً. وأوضح: عندما تكون هناك محادثات، تتراكم الأحداث، وعندما تكون هناك عقوبات، يضاعف الشمال الخنادق بإيجاده ترسانة أكبر من أي وقت مضى.

وقال: «لاتزال الولايات المتحدة تضغط على الصين لوقف نشاط كيم، ونأمل أن نواصل العمل في هذا الإطار». أضاف: «في النهاية هذه أميركا، وهي تحمل المفتاح لحل الأزمة. والمفتاح هو الحوار المباشر مع كوريا الشمالية، وهي خطوة باتجاه معاهدة السلام والضمانة ضد النظام».

والطريق الوحيدة للأمن من وجهة نظره هي أسلحتها. وعلى الرغم من التوترات، فإن الأولوية الأعلى الآن هي انضمام الصين وإدارة ترامب الجديدة إلى الشركاء الذين لا غنى عنهم في متابعة المسار على غرار ما اقترحه فو يينغ.

وفي مثل هذا السيناريو فإن كوريا الشمالية ستواصل الإبقاء على القدرات النووية. ولكن بالعودة إلى الاعتراف والأمن فإن نظام كيم سيكون مضطراً إلى وقف الاختيار الجديد وتفكيك جميع الصواريخ المتوسطة وبعيدة المدى، التي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية إلى دول أخرى، وبخاصة إلى اليابان.

وزير الدفاع الأميركي السابق وليام بيري الذي شارك في محادثات قادة شمال كوريا عام 1999 أخذ هذا الفعل الدبلوماسي على محمل الجد. وقال: أعتقد أن كوريا الشمالية يجب أن توافق على التخلي عن الأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى، وأن توافق على منع بيع أو نقل أي من التقنيات النووية مقابل الحصول على امتيازات اقتصادية من كوريا الجنوبية وضمانات أمنية من الولايات المتحدة.

ومن السهل على أي إدارة أميركية ابتلاع مثل هذه الاتفاقية. وهذه تقض المضجع بعمق، وتعمل كأن السلوك العدواني مجز. لكن في هذه القضية فإن الأحداث الأخرى بالنسبة إلى الولايات المتحدة هي أن النقاش المباشر مع كوريا الشمالية يمثل استمرار تراكم قدرة تدميرية أكبر، يمكنها أن تطلق في حرب مستقبلية حتمية.

وعلى غرار ما كتب بيري: «لا أقترح هذه الطريقة. وبديلنا الجدي هو القوة العسكرية». وإذا كان هذا بعيداً عن الترتيب، فإنه لن يوجد ليخدم الخطر المباشر. وسيخدم كمؤسسة من أجل الأمن والتعاون. وعوضاً أيضاً عن التأكيد بين الولايات المتحدة والصين وقضايا أخرى في الصراع شرقي آسيا.

ومن هذه المناطق، تلك التي ترتبط فيها كل من الصين وواشنطن بالنزاع، وستحتاج هذه إلى التعاون بالتجارة. وبينما ينقلب الغرب ضد العولمة، يكتب ايفان تشلشتشيف من هونغ كونغ أن آسيا باتت بطلة من أبطال التجارة الحرة. ولا يعتمد بناء روابط جديدة على السوق الأميركية.

ويتقاتل القادة الرئيسيون أيضاً في أماكن أخرى خارج آسيا. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهموا الآخرين «بتصرفهم بسوء نية»، وذلك في جدل بشأن ما إذا كان بإمكان حلفاء أردوغان شن حملة في ألمانيا بين أوساط الكثير من الأتراك الذين يعيشون هناك، قبل استفتاء أبريل الذي من شأنه تعزيز سلطات الرئيس التركي.

ويكتب فابريزيو تاسيناري من برلين قائلاً: إن تتويج التوترات عبر تركيا اعتبر جهداً فاشلاً لعقود طويلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. «مثل وضع نهاية للتاريخ التركي الأوروبي».

وحتى عندما يزداد التوتر بشأن الملف النووي الخاص بكوريا الشمالية فإن ارييل كونيتيكت يرفع من شبح التهديد الجديد في الأفق. والذي يعتبر «سباق التسلح نحو منظمة العفو الدولية»، وذلك بينما تتسع التقنية لتطوير الأسلحة الفتاكة المستقلة.

وأخيراً فإن سلسلة التفرد، الأخيرة، تختبر خطة جديدة في نيوزيلاند، لتخليص البلاد من النباتات والحيوانات المفترسة بحلول 2050 من خلال استخدام «تقنيات الهندسة الجينية لتقييم الأنواع الغازية، ولاختبارها من داخل الحمض النووي الخاص بها».