الحرب الدائرة في البيت الأبيض بين ستيف بانون وجاريد كوشنر لن تهم في حال كان هناك إدارة طبيعية مع رئيس طبيعي.
لكن ليس هناك من شيء طبيعي بشأن البيت الأبيض، الذي يجلس رئيسه في فقاعة نرجسية عملاقة لا يمكن اختراقها من قبل أي شخص إلا المقربين وعدد قليل من الشخصيات القوية، وهو ما يجعل لهذا الشجار أهمية خاصة.
يعتبر جاريد كوشنر زوج ابنة ترامب الموثوق به، وسليل العقارات، ويبلغ من العمر 36 عاما، ولا يعرف شيئا عن الحكومة وإنما عن إحدى الاتفاقيات الكبيرة بشأن ترامب.
ظلت قائمة مسؤولياته تنمو يوما بعد يوم، ويعتبر بانون البطل الرئيسي في القاعة الشعبية المناهضة للتأييد الذي قاد انتصار كلية ترامب الانتخابية، ولكن يبدو أنه بات يخسر النفوذ.
يتمحور الاختلاف الرئيسي بين كوشنر وبانون على الشعبوية.
يعتبر كوشنر سياسيا معتدلا من أصحاب المليارات. وتمتد مصالح أعمال كوشنير إلى العالم أجمع، وبعضها يتسبب بتضارب كبير في المصالح بالنظر إلى الواجبات الحالية.
هو على وئام مع جميع المديرين التنفيذيين وأصحاب المليارات وكبار المسؤولين في وول ستريت جورنال.
ويكره ستيف بانون المؤسسة.
قال لصحيفة «نيويورك تايمز» في عام 2014: «هناك ثورة عالمية متزايدة ضد الانتساب وضد الطبقة السياسية الدائمة في الداخل، والنخب العالمية التي تؤثر عليها، والتي تؤثر على الجميع في كل مكان».
ويمكن لوجهات النظر المعارضة أن تتداخل لوقت ما، وعلى سبيل المثال أوضح بانون لمؤتمر العمل السياسي المحافظ أواخر فبراير أن إحدى الأهداف الكبيرة هي «تفكيك الدولة الإدارية».
إذا عنى بانون تقليم اللوائح التنظيمية الصادرة عن الوكالات الإدارية، فإنها فكرة عن حب وول ستريت والمديرين التنفيذيين.
لطالما احتضن ترامب هذه الفكرة بكل إخلاص، وأعلن أمام مجموعة من المديرين التنفيذيين المتحمسين من الشركات الكبرى مثل «سيتي غروب» و«ماستر كارد» و«جيب بلو»: «نحن ندمر هذه اللوائح الرهيبة بلا شك، والتي وضعت فوق رؤوسكم».
إلا أن بانون عنى في الوقت ذاته أن هناك شيئا ما مختلفا.
بالنسبة إليه فإن «تفكيك الدولة الإدارية» يعني تدمير هذه «الدولة» التي تعتبر نظام حكمنا. وقال بانون لمراسل صحيفة ديلي بيست: «أنا لينيني»، وأضاف (إنه لا يتذكر الحادثة الآن).
«أراد لينين تدمير الدولة، وهذا هدفي أنا أيضا. أريد إحضار كل شيء وتحطيم وتدمير كل المؤسسات الحالية».
وتحت وصاية بانون، هاجم ترامب المؤسسات الأساسية للديمقراطية الأميركية، وانتقد القضاة الذين يختلفون معه.
وقال عن الإعلام إنه «عدو الشعب الأميركي». ورفض مجموعات تقصي الحقائق مثل وكالات الاستخبارات ومكتب الميزانية في الكونغرس والخبراء الحكوميين، الذين زعموا دون دليل أن سلفه استعان به، وكذب مرارا بشأن فوزه الانتخابي.
وبدلاً من دعم إجراء تحقيق كامل ومستقل بشأن ما إذا كان أي شخص في حملته قد تآمر مع روسيا للتدخل في انتخابات عام 2016، فإن ترامب فعل كل ما بوسعه لدحض ذلك. وذلك بدلاً من دعم تحقيق كامل ومستقل حول ما إذا كان أي شخص في حملته قد تآمر مع روسيا للتدخل في انتخابات عام 2016.