لاتزال مظاهر حرم جامعة بوتمكين الأميركية هادئة، ولايزال زائروها يتوجهون إليها هاربين من صخب الحياة إلى أماكن مليئة بالمناظر الطبيعية.
تواجه الجامعة أزمات في كل مكان تقريبا بسبب الديون الطلابية والتمويل الجامعي وحرية التعبير وجودة قيمة التعليم الجامعي، وخذ حرية التعبيرعلى سبيل المثال، فمن دونها، لا يمكن أن تكون هناك جامعة. ولكن في حال اعتبرت الأحداث الأخيرة في «بيركلي» و«كلاريمونت وميدلبري» و«ييل» مؤشراً ما، فما من شيء يبقى لفكرة التبادل الحر والمتحضر لمختلف الأفكار.
في معظم الجامعات في حال فسر محاضر في الحرم الجامعي مسألة شكوك العلماء، ومسألة الاحترار الحراري وفعالية سبل الإنصاف الحكومي، أو سألوا عن استراتيجيات حركة «بلاك لايف ماترز»، أو تحدث عن عامل محدد من الناحية البيولوجية بدلا من أن يفسر البنية الاجتماعية، فسيتم إغفال الأمر على الأرجح.
غالباً ما تقلد الجامعات العنف السياسي الحاصل في الشارع، ويعرف الطلاب والمحاضرون الآن بالضبط الخطاب الذي سيعرض حياتهم للخطر والذي سيكسبهم المديح.
أجرت الجامعات التعديلات اللازمة على غرار الحال مع الجامعات الألمانية في ثلاثينيات القرن العشرين، وقال أعضاء هيئة التدريس إن من الضروري الحفاظ على الهدوء وتقديم الخطاب الصحيح سياسياً من خلال العبارات الملطفة.
يدين الطلبة المختلفون على نحو جماعي بأكثر من تريليون دولار لمؤسسة القروض الطلابية، وهذا مبلغ لا يمكن للخريجين غير الجاهزين والعاطلين عن العمل أن يدفعوه.
وانخفضت درجات الاختبار، ولم يتعلم الكثير من الطلاب المرجعيات الأساسية للتعليم الليبرالي. وربما بات من الواضح أن الطلاب المشاركين سياسياً لا يمكنهم تحديد معركة «غيتيسبيرغ» أو «البارثينون» أو شرح فكرة الفائدة المركبة.
وتعتبر دراسات دورات الناشطين في كثير من الأحيان علاجية. هي ليست استقرائية ولا فلسفية. ونادراً ما تعلم الحقائق والأساليب ووسائل التعليم من دون أن تصر على استنتاجات محددة مسبقاً. وعوضاً عن ذلك، يجب على الطلاب أن يتركوا الجامعة وفي جعبتهم وسائل تفكير جماعية، وتفكير أيديولوجي وتفكير يخص النوع والجنس. وأفكار جديدة خاصة بالمشروع التقدمي الأكبر.
وتتحدث الجامعات بصوت عال عن الاستغلال في أميركا، ولكن لتناول مسألة عدم المساواة المجتمعية هناك حاجة أمام مجتمعات الجامعات إلى النظر فقط في كيفية عمل الجامعات الخاصة بها. ويتقاضى أعضاء هيئة التدريس غير المتفرغين والحاصلين على درجة الدكتوراه أقل بكثير من الأساتذة المؤهلين بالكامل لساعات التدريس ذاتها، وهذا بالتالي ينطبق على أعلى الإدارات.
ومن الأسباب التي تبرر الرسوم عالية جدا هي أن هناك خلف الكواليس مناطق آمنة «، وصولا إلى مسائل تتعلق بالعرق والطبقة والجنس وكبار الاستراتيجيين.
يعترف عدد من المفكرين بأن التوسع الكبير في مجال الصناعة الإدارية الصحيحة سياسياً يعكس التحول الهائل للموارد بعيداً عن الفيزياء والعلوم الإنسانية أو البيولوجية. وعلى وجه التحديد الدورات التي يحتاجها الطلاب غير التقليديين كي يصبحوا أكثر قدرة على المنافسة.
ومن أكثر الأمور غموضاً في الحياة الأميركية مسألة عدم الشفافية خلال القبول في الجامعات، ولا يعرف أي أحد تماما عن تركة الخريجين، أو العمل الإيجابي غير المحدد على نحو جيد أو عن معايير التنوع العشوائي فعلياً.
وفيما يخص نظام جامعة كاليفورنيا، وهي أكبر منظومة جامعية تقريبا، هناك نحو 40% من الطلاب الذين يحتاجون إلى تحسين قدراتهم في الرياضيات واللغة الإنجليزية عقب فشل اختبارات الكفاءة الأساسية.
وتسعى الجامعة الآن إلى تقديم الائتمان الجامعي لما يعتبر في حقيقة الأمر علاجاً للمسائل المدرسية. وظاهرياً لمنع الطلاب المتحمسين (ولكن غير الجاهزين تماما) من تنفيس مشاعر الأذى في مدارسهم. وغالباً ما تسعى الجامعة أيضا إلى جعل التغير الجامعي له معنى بالنسبة إلى الطلاب بدلا من الاستعداد للاستيعاب المعتاد للجامعة.
النتيجة هي تضخم في الصفوف وإحباط بين الطلاب وغضب بين المتعلمين من أن دخول الكلية ليس ذاته مسألة التخرج منها.
ولا تتم الطريقة الوحيدة للتأكيد على ثقة الطلاب والاعتماد على الذات، من خلال الدورات السياسية المعنية بالهوية، والتي تركز على العرق والجنسية والأمور الدينية. وتعتبر الصفوف الوحيدة القادرة على ضمان تدريب الطلاب على نحو جيد على الكتابة والكلام والتفكير الاستقرائي. وهذا يعطي ضماناً على الإنجاز بالإضافة إلى الثقة بالنفس. واليوم أصبحت جامعة»ميلودراماتيك) مأساة كلاسيكية.