في ختام أعمال القمة العالمية للحكومات 2018، التي رفعت شعار «استشراف حكومات المستقبل» حافظت القيادة العامة لشرطة دبي على مكانتها، ونالت شرف التكريم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحصولها للعام الخامس على التوالي على جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول على المستوى الوطني والعربي والعالمي، ذلك الفوز الذي أسعد جميع المنتمين لهذه القوة التي وصلت للعالمية، وأذهلت العالم بعطائها، فقد أكد حرصها على أن تبقى في القمة ولا ترضى بغيره في وطن يعشق المركز الأول.. وطن السعادة والعطاء، «وطن زايد»، الذي يسكن في قلوبنا وعقولنا، ومهما قدمنا له من تضحيات لن نوفيه حقه علينا.

والتميز يأتي انعكاساً للاستراتيجية التي تنتهجها القيادة العامة لشرطة دبي في اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الأمنية، والخدمات التي تقدمها لأفراد المجتمع، تحقيقاً لرؤية قيادتنا الرشيدة بأن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم استثماراً للذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها، شعارها الابتكار والبناء المميز لمواجهة تحديات المستقبل بإيجابية.

من أجل هذا تسابق شرطة دبي الزمن وتختصر الوقت في إنجاز مشاريعها، وتسعى لتحقيق أهدافها وإنجازاتها الذكية، من خلال فهمها للمتطلبات المستقبلية، وقد أكدت بحسن بصيرة قيادتها، قدرتها على تحقيق أحلامها، ومواكبة التطور التكنولوجي بوتيرة متسارعة وفق استراتيجيات وخطط، معتمدة على الذكاء الاصطناعي، في دمج تطبيقاتها وتنفيذ مشاريعها المستقبلية، وتسخير التكنولوجيا الحديثة لإسعاد الناس، والمحافظة على أمنهم.

على مدى السنوات الماضية اهتمت شرطة دبي بأداء واجبها ودورها في انتهاج تقنيات المدن الذكية، وألحقت بالخدمة مؤخراً إلى جانب كوادرها البشرية، أول شرطي آلي ذكي في العالم، بعد اجتيازه اختبارات الذكاء وكافة شروط قبول الالتحاق بما فيها شرط الطول، حيث يبلغ طوله 170 سنتيمتراً ووزنه 100 كيلوغرام، ويعمل بنظام كشف للمشاعر وحركة الأجسام، وقدرة التعرف إلى الإيماءات وإشارات الأيدي، وكذلك تغيير تعابيره وطريقة التحية في استقباله للناس، وتعامله مع الأشخاص بعد رصد تعابير السعادة والحزن على وجوههم، بما يبث في نفوسهم الطمأنينة والراحة والسعادة التي ينشدها الجميع، كما يلعب دوراً مهماً في مكافحة الجريمة والمحافظة على أمن المدينة، بتقنية يستخدمها في التعرف إلى الوجوه بدقة بواسطة كاميرات ذكية، يساعد بها زملاءه رجال الشرطة في تحديد هوية المجرمين ورصد الأشخاص المطلوبين والقبض عليهم، وكذلك بث لقطات فيديو مباشرة إلى مركز القيادة والسيطرة، وهكذا يساهم الزميل الجديد في جعل زملائه من رجال الشرطة أكثر تركيزاً على أعمالهم.

كما شهد العالم إطلاق شرطة دبي لمركز الشرطة الذكي (SPS)، وهو مركز شرطة تفاعلي متكامل، ذاتي الخدمة، ينهي كافة الإجراءات، ويُمَكن المتعاملين من إنجاز معاملاتهم بصورة ذكية، دون حاجة للانتقال لمراكز الشرطة التقليدية أو الانتظار في طوابير لإنجاز معاملاتهم.

وهذا المركز الذي يعد الأول من نوعه، لا يعتمد على البشر، ويوفر العديد من الخدمات الذكية، مثل فتح بلاغ جنائي، وتسليم مواد تم العثور عليها، وجميع طلبات الشهادات والتصاريح.

وأيضاً قدمت شرطة دبي «آمنة»، المساعد الصوتي الذي تعتمد عليه في تنفيذ معاملات أفراد الجمهور عبر الأوامر الصوتية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي خدمة هدفها إسعاد المتعاملين وتقديم خدمات نوعية لهم، تساهم في توفير الوقت والجهد والحصول على الخدمات بسهولة ويسر.

شرطة دبي حريصة على استثمار تطبيقات الذكاء الاصطناعي وابتكار واستخدام ما يناسبها بمختلف خدماتها وعملياتها الشرطية لتوفير خدمات جديدة وفريدة من نوعها تنسجم ورؤية وتوجهات الحكومة الذكية وتطلعات القيادة، في إسعاد أفراد المجتمع على مدار الساعة، وهذا التوجه سيعزز قريباً من موقعها في المؤشر العالمي (عدد رجال الشرطة لكل 100 ألف من السكان) وسيحقق لها الريادة من وطن الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة.