500 يوم مرت من العزلة التي تواجهها قطر منذ قرار مقاطعتها الصادر عن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في الخامس من يونيو 2017، عبر قطع العلاقات مع قطر وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية كافة، حيث صرحت وزارة الخارجية السعودية «أنه منذ عام 1995 بذلت المملكة العربية السعودية وأشقاؤها جهوداً مضنية ومتواصلة لحث السلطات في الدوحة على الالتزام بتعهداتها، والتقيد بالاتفاقيات، إلا أن هذه السلطات دأبت على نكث التزاماتها الدولية، وخرق الاتفاقات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد السعودية، والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الإرهابية، وكان آخر ذلك عدم تنفيذها لاتفاق الرياض لعام 2014».
وأعلنت مملكة البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب إصرارها على «مواصلة زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة والتدخل في شؤونها والاستمرار في التحريض الإعلامي ودعم الأنشطة الإرهابية المسلّحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين».
وأعلنت دولة الإمارات تأييد بياني مملكة البحرين والسعودية في إطار التزامها ودعمها لمنظومة مجلس التعاون الخليجي، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب «استمرار السلطات القطرية في سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة».
كما قررت مصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر «في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل المحاولات كافة لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء.
والتحقت دول عدة، بالقرار الرباعي، ما يؤكد أن تنظيم الحمدين قد تجاوز المدى، ووصل إلى مرحلة اللاعودة في طريقه التي اختارها، طريق دعم الإرهاب والتآمر على الدول والمجتمعات والشعوب، والوقوف وراء سفك دماء الأبرياء وتشريد الآمنين وتدمير المدن والقرى من خلال الجماعات الإرهابية والميلشيات الخارجة عن القانون وعصابات الإخوان والقاعدة وداعش والحوثي وغيرها، من التنظيمات الدائرة في فلكه، إضافة إلى تمويله الشبكات المتطرفة والخلايا النائمة، أو إيوائها وتوفير الملاذات الأمنية لها، وتمكينها من الأبواق الدعائية لنشر أفكارها الهدامة، ومشاريع الفتنة ونظريات الفوضى وفتاوى التكفير، ما يجعل منها خناجر مسمومة في ظهور دولها وشعوبها كما حدث في سوريا والعراق وليبيا وفلسطين والصومال واليمن وغيرها.
وبالأمس، مرت 500 يوم من العزلة، على النظام القطري الذي لن يستوعب الدرس جيدا، وبدل العمل على تجاوز ماضيه البغيض، اتجه للتحالف مع القوى الإقليمية المعادية للعروبة والعرب، وإلى عقد الصفقات المشبوهة لشراء الولاءات والتغطية على جرائمها، مندفعا بكل قوته إلى حتفه، حيث لم يترك أداة من أدوات الشر والكراهية، إلا واستعملها في محاولة لإقناع نفسه بأنه لا يزال قادرا على المبادرة، وهو أكثر الناس علما بأنه يعاني ولكن في صخب من لا يعترف بهزيمته، ومن لا يرى مانعا من تبذير ثروته، ورهن نفسه للعدو، فقط ليستمر في مكابرته التي لم تعد تجديه نفعا، خصوصا وأن الشعوب استفاقت من غفوتها، والدول تحصنت من إرهابه، والعالم أدرك حقيقة سياسات الخداع التي ما انفك يعتمدها.