جاء قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتعيين معين عبدالملك سعيد رئيساً جديداً للوزراء في الوقت المناسب بعد أن تصاعدت الشكوى من أداء رئيس الوزراء السابق، ففي ظل الظروف الصعبة والتحديات المعقدة التي يمر بها اليمن صارت الحاجة ملحّة وعاجلة إلى حكومة حرب يقودها شاب مقاتل ينجح في صمت. صاحب رؤية واضحة.

رئيس الوزراء اليمنى الجديد معين عبدالملك منذ مجيئه يحظي بقبول واسع في الأوساط اليمنية، فضلاً عن أن سيرته الذاتية وأعماله على الأرض دفعت مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيتش إلى أن يصفه بأنه «شخصية عامة من الطراز الرفيع».

وفيما يراهن الجميع على قدرة رئيس الوزراء على تخطي الصعاب وتجاوز الأزمات فقد تعهّد معين عبدالملك منذ مجيئه بدحر الانقلاب الحوثي واستعادة الوطن وإعادة شرعية الشعب المنتخبة والعمل علي تحسين الأوضاع الاقتصادية وذلك في أول زيارة له إلى عدن. وأن حكومته ستركز على معالجة الخلل في منظومتي الإدارة والاقتصاد، وتفعيل الأجهزة الرقابية في كل مؤسسات الدولة وإصلاح الخلل الموجود وإعادة الإعمار وإصلاح البنية التحتية في المحافظات المحررة.

كما أن الإشارات الأولى لرؤية رئيس الوزراء تؤكد أنه صاحب فكر يعمل بطريقة غير تقليدية كانت ملموسة في التعاطي مع معالجة آثار الكوارث التي خلفها إعصار لبان في محافظة المهرة، وسرعة تشكيل لجان فنية لتقييم الأضرار وحصرها وإعداد برنامج عمل للمعالجة مع إشراك الجهات الفنية المتخصصة، ومتابعة عملية تقديم العون والإغاثة والتنسيق مع المنظمات العاملة في مجال الإغاثة، ودعوة منظمات الأمم المتحدة والمراكز والهيئات الخليجية العاملة في مجال الدعم الإنساني، وممثلي المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في اليمن بهدف تنسيق جهود هذه الجهات والتأكيد على أهمية حشد موارد إضافية لمواجهة أضرار الكارثة.

آلية التعامل مع الإعصار تعكس أننا أمام رئيس وزراء لديه مهارات العمل الميداني التي تحتاجها البلاد عقب سنوات الفوضى التي خلفها ما يسمى الربيع العربي، وأيضاً مسؤول يتمتع بحالة حيوية ونشاط وقدرة على العطاء الميداني الذي يمكنه من بناء ما هدمته جماعة الحوثي الإرهابية، أيضاً هو نموذج يعيش وسط الناس وهذا ما يحتاج إليه الشعب اليمني الذي هو في أمسِّ الحاجة لمن يأخذ بيده ويبث داخله روح التفاؤل والإيجابية.

نعم يأتي قرار تعيين معين عبدالملك رئيساً لوزراء اليمن في هذا التوقيت مناسباً، فلمن لا يعرف فهو رغم صغر سنه يمتلك خبرات عريضة تمكنه من التعامل مع هذه المهمة مهما بلغت صعوبة الظروف من حوله، فهو من مواليد عام 1980 بمحافظة تعز الجنوبية، وحصل على دكتوراه في الفلسفة في العمارة ونظريات التصميم، وعمل في المجموعة الاستشارية في القاهرة في مجال التخطيط والعمران، وشارك في مؤتمر الحوار الوطني عن الشباب المستقل، وانتخب رئيساً لفريق استقلالية الهيئات الوطنية والقضايا الخاصة، كما كان له دور كبير في المشاركة مع عدد من الأكاديميين اليمنيين في الداخل والخارج في تأليف رؤية الشباب المستقل لليمن عام 2030 كرؤية شاملة نشرت في 2011، ومثّل الشباب في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية الخاصة بالسياسات والتخطيط الاستراتيجي، وصياغة مشروع قانون الهيئة الوطنية المستقلة لحقوق الإنسان في اليمن، وفي أبريل 2017، تم تعيينه وزيراً للأشغال العامة والطرق.

إذاً التجارب التي شهدتها العواصم العربية بعد أحداث 25 يناير وما خلفه هذا التاريخ من كوارث يحتاج إلى مسؤولين وطنيين بنفس الطاقة الميدانية لرئيس الوزراء اليمني الجديد.