الرسالة التي تريد أن تقولها الولايات المتحدة الأمريكية لإيران وصلت، وليس هناك أية وسيلة أو طريقة ستسمح من الآن فصاعداً إلى ازدواجية الخطاب.

ولم يعد ممكنا لإيران أن تصرخ بعنترية وتهدد، ومن ثم ترسل وسطاء في الخفاء تطلب الجلوس على الطاولة مع الولايات المتحدة الأمريكية!

كما أن حلفاء إيران وجدوا أنفسهم أمام استحقاق غير مسبوق، بعد أن بلغت التهديدات أوجها بين الطرفين.

فماذا ستفعل قطر بعد أن وصلت القاذفات لقاعدة العديد القطرية؟

هل ستعتذر قطر من حليفتها مع كل طلعة طائرة: سامحوني استأذنكم برمي بعض القنابل عليكم؟!

ترامب واضح وضوح الشمس، قال إنني لا أسعى للحرب وهناك قاعدة عسكرية معروفة ومبدأ قتالي معروف، إذا أردت تجنب الحرب مع عدوك ضع أمامه أكبر قدر من إمكانياتك، وهذا ما يفعله ترامب مع إيران.. ومع ذلك كل شيء وارد لو تهوّرت إيران.

ما ينقله ترامب للخليج العربي وأمام سواحل إيران من قوات ضخمة ممثلة في حاملة الطائرات والقاذفات إضافة لتسخير القواعد المحيطة بإيران من كل الجهات بما فيها قاعدة العديد، عبارة عن استعراض للإمكانيات التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية كي تعرف إيران أن تحرشها بأي من المصالح الأمريكية مستحيل إن أرادت السلامة.

وإيران كالولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن يخوض جيشها حرباً بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ولن تجازف أبداً بأمنها وسلامتها، إنما كان أمل إيران الذي منت النفس فيه هو تحريك خدمها في المنطقة، وأذرعها الممتدة في العواصم العربية التي مكنت فيها ميليشياتها الإرهابية بالتسليح والتدريب والتمويل، كانت تمني النفس أن يتحرك هؤلاء لتهديد المصالح الأمريكية في منطقتنا وتنأى هي بنفسها، وتدعي أن لا شأن لها بما فعله فصيل عراقي أو لبناني أو يمني أو أي من بقية طاقم الخدم في منطقتنا لو قام بتهديد أو ضرب أي من المصالح الأمريكية.

ولكن ترامب وطاقم إدارته أوضحوا لإيران وبأكثر من تصريح من ترامب ومن بولتون ومن وزير الدفاع ومن المبعوث هوك بل إن نواباً في الكونغرس الأمريكي قالوها أيضاً، إذ كتب ماركو روبي النائب الأمريكي أن أي اعتداء من حزب الله أو كتائب عصائب أهل الحق وهي ميليشيات تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، وأي مساس بالخمسين ألف مقاتل الأمريكيين المتواجدين في العراق، سيعد هجوماً مباشراً من إيران.

إيران وصلتها الرسالة بشكل واضح من خلال ربط خدمها بها مباشرة، بأن أي هجوم على مصالحنا أو على حلفائنا سيعد هجوماً علينا ومن إيران حتى لو قام به أحد وكلائها، ووصلتها الرسالة من خلال القوات الغامرة والضخمة التي تمنع وتردع أكثر منها للهجوم.

إنما هل وصلت الرسالة إلى قطر؟

الطائرات التي تحط على مدرجات قاعدة العديد في قطر جعلتها في مواجهة حليفتها إيران بشكل مباشر، فإن حصلت مواجهة فستنطلق الطائرات من قطر وتعود لها فبماذا ستتحجج؟ هل ستحول بينها وبين التحليق؟ دفاعاً عن الشريفة؟ هل ستمنع عنها الوقود؟

هل سيقف جنود قطريون مثلاً على مدرجات العديد للتصدي بأجسادهم منعاً للطائرات أن تطير؟

أم سيقدمون كافة الخدمات التي تعهدوا بها بما فيها لبقية القواعد العسكرية على أرضهم بما فيها كي وغسيل بدلات الطيارين الذين سيقصفون المفاعل النووي في بوشهر؟