سادرة في غيّها القديم ما تزال.. لم تدرك إيرانُ بعدُ أن العالم متحد أكثر من أي وقت مضى في وجه مشروعها المتطرّف، ومحاولاتها اختطاف الدول بأذرع قديمة جديدة، وتصدير مشروعها الطائفي خارج الحدود، بما يختطف سيادة الدول وينهب مقدّراتها.

تعيش إيران الآن العزلة في أبهى تجلياتها، دولة منبوذة من كل دول العالم الحر، بما يحتّم عليها الآن وليس غداً إعادة النظر في سياساتها، والتوقف عن التدخّل في شؤون الدول، ومحاولة بث العنف والفوضى فيها، وعليها قبل ذلك كله مصالحة شعبها الذي يئن تحت وطأة الفقر والعزلة مجتمعين.

تتوهّم إيران إن ظنّت أن هجومها الإجرامي على منشآت النفط السعودية سيمر دون عقاب رادع يكبح جماح جنونها، ولا تظن أن تبنّي ذراعها في اليمن ميليشيا الحوثي للهجوم سينطلي على العالم.. فالرسالة بيّنة واضحة، أمن الطاقة خط أحمر.

يضيق الخناق على طهران مع كل مطلع شمس، عبر عقوبات كان مسك ختامها إعلان واشنطن فرض إجراءات هي الأقسى في التاريخ تفرض ضد دولة، في إجراء من شأنه خنق ما تبقى من قدرة لدى إيران على إنفاق ما تبقى من أموال الشعب المُفقر.

على قادة إيران إدراك أنّ العالم لن يسمح لهم بامتلاك سلاح نووي يهدّدون به أمنه ويزعزعون استقراره، وأنّ كل محاولات التهديد الجوفاء التي يطلقونها بين الفينة والأخرى بتقليص التزاماتهم النووية، ومحاولات الابتزاز التي يمارسون ستجد من العالم ولو بعض استجابة.

بلا ثان هو الخيار أمام طهران.. الكفّ عن التدخّل في شؤون الآخرين، والعمل على إضعافها عبر الأذرع المنتشرة في بعض الدول، والتوقّف عن محاولة تصدير مشروع طائفي بغيض يعادي أشواق الجميع إلى أمن واستقرار المنطقة أحوج ما تكون إليهما.