تتضح الرؤية يوماً بعد يوم عن الأعمال السوداوية لتنظيم الإخوان والأشغال الإرهابية، وتتضح حقيقة هذا التنظيم البالغ الخطورة كما أسلفنا، ويؤكد ذلك الجهود الدولية في متابعة ومراقبة هذا التنظيم والنشاطات التي يقوم بها، في جميع أنحاء المعمورة، ونخص بالذكر هنا جهود الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد، وهو سعيها لمراقبة نشاطات التنظيم وأعضائه المنضوين تحت لوائه ويتحدثون باسمه ويعملون تحت رايته، وذلك نظراً لوجود خيوط أولية لها علاقة بالإرهاب ما ضمن نشاطات أعضائه في تلك البلاد، وهو الأمر الذي تسعى من خلالها لإعلان هذا التنظيم تنظيماً إرهابياً.
ومن ناحية أخرى نقول بأن جماعة الإخوان هي من أخطر الفرق على الدعوة الإسلامية وذلك لجمعها الكثير من البدع والمناهج الفاسدة التي تسيئ للإسلام، ومتلبسة بـبدع مختلفة، ضمن نهجها الذي تنتهجه، وذلك من خلال نهج مؤسسها حسن البنا، وجماعة الإخوان، وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن بعض ما بنى عليه هذا التنظيم والذي صرح بها حسن البنا القول بالقاعدة التي يرددها وهي «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه»!، وتلك قاعدة فاسدة يؤدي تطبيقها إلى تمييع الخلاف مع المبتدعة من الصوفية والفئات الضالة المتطرفة والمغالية في تطبيق الدين بغير معناه وكنهه الحقيقي البعيد عن الاعتدال والوسطية، ومن دلائل السعي لتحطيم الأمة هو جهود تنظيم الإخوان في بناء أواصر قوية مع مؤسسات إرهابية شيِدت في العديد من الدول بواسطة رموز رائدة داخل «شبكتها العالمية».
ووفقاً لتقرير مجموعة بدفورد الدولية، فقد كان أسامة بن لادن، أيمن الظواهري، مؤسسو تنظيم القاعدة، أعضاء بارزين أيضاً «بالشبكة العالمية» للإخوان.
فقد كانوا مؤيدين بقوة لكتابات سيد قطب والتي شكلت الأساس الضمني المسوِغ لاستخدام العنف علي الصعيدين الداخلي والخارجي.
وتم تبني تعاليم الإخوان المسلمين كمرجعية للعديد من الجماعات الإرهابية التي تستهدف المجتمعات الغربية والإسلامية على حدٍ سواء. وقد كان «خالد شيخ محمد» العقل المدبر وراء هجمات 11 سبتمبر، كان أيضاً عضواً بجماعة الإخوان المسلمين، كما كان «محمد عطا» واحداً من خاطفي طائرات 11 سبتمبر.
كافة هذه الجماعات استشهدوا بسيد قطب كمصدر إلهام لأعمالهم الإرهابية، وعلى الرغم من سعي تنظيم الإخوان المسلمين الحثيث بأن يكون بمنأى عن الأعمال الإرهابية لهذه الجماعات، إلا أنه لعب دوراً جوهرياً في عرض الإطار الأيديولوجي الذي يشكل جوهر معتقدات القاعدة، داعش، بوكوحرام، الشباب وأنصار بيت المقدس، وبشكل خاص التكفيريين (القضاء على أي انحراف عما يزعمون أنها مبادئ الشريعة الإسلامية).
وبشكل عام يمكن القول بأن ممارسات تنظيم الإخوان المسلمين هي خطيرة جداً ولاحد لها فكل يوم تظهر بشكل جديد يراعي تحقيق أهدافه بكل الوسائل الدنيئة التي يمكن أن تؤدي لذلك مهما كان الثمن، وإن أكثر الدلائل الدالة على تلك الممارسات وانكشاف هذا التنظيم هو ما تم الإعلان عنه مؤخراً في إحدى الصحف الكويتية والذي صرح بترحيل دفعة جديدة من عناصر تنظيم الإخوان من الكويت إلى جمهورية مصر العربية، واتضح بأنهم قاموا بتزوير مستنداتهم الرسمية للتمكن من الدخول إلى الكويت، واعترفت تلك العناصر بقيامها بالعديد من الجرائم الإرهابية من غسيل أموال لصالح زعيم الخلية على مدى ست سنوات.
أفبعد ذلك نقول بأن رؤية الإخوان تبدو كل يوم أوضح من سابقه.