تزامنت ثلاث مبادرات إماراتية تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة الإنسانية، وفي إحداها جاءت «شكراً باسم الإنسانية».. عبارة ختمت بها ماجدة الرومي كلمتها التي ألقتها في حفل تحدي القراءة، وجّهتها لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هذا الحفل الذي يتابعه ملايين العرب وتبلغ جوائزه السنوية 3 ملايين دولار، ويشارك فيه أطفال من كل الدول العربية، حيث فازت الطالبة هديل أنور من السودان في النسخة الأخيرة منه.

نحن أمام مبادرات عربية نوعية تعيد للأمة العربية أمجادها وتكرس اعتزازها بهويتها وثقافتها ولغتها، مبادرات تبني لا تهدم، مساعدات تعمّر ولا تدمّر، تغني ولا تفقر، هكذا عودتنا دولة الإمارات لتتميز عن غيرها ممن يملكون المال ويسخرونه للخراب والدمار والهدم والموت والقتل.

لذلك شكراً للإنسانية هي عبارة توجه لدولة الإمارات، فالإنسانية تشكر دولة الإمارات كلها لكونها دائماً في مقدمة الدول التي تبني وتعمر وتساعد وتقدم المعونات للآخرين، دولة تسخر مواردها لا لخدمة المواطن الإماراتي فقط، بل لخدمة الإنسان متى كان محتاجاً.

وفي الثانية فيلم وثائقي حول دور دولة الإمارات في دعم اليمن وتنميته بعد مروره بويلات الحروب بعد الانقلاب الذي قام به الحوثيون المدعومون من إيران، إذ بلغت المساعدات التي قدمتها الإمارات لليمن على سبيل المثال لا الحصر أكثر من خمسة مليارات دولار، من أدوية وأغذية وكهرباء وبنية تحتية النقل والمطارات والتعليم، وبناء أكثر من أربعين مدرسة، ومستشفيات ومراكز صحية.

ثم تأتي المبادرة الثالثة في ذات التوقيت، وهي تأسيس صندوق الاستثمارات المشترك بين مصر والإمارات بعشرين مليار دولار ليضيف مبادرة جديدة لسلسة المبادرات الإماراتية الداعمة لمصر، لتقفز بجهود مصر في التنمية وتعزز اقتصادها المتنامي وتسخر أموال ذلك الصندوق في مجالات الطاقة والزراعة والتكنولوجيا والاتصالات والنقل والسياحة والعقارات والصناعات التحويلية وغيرها.

الدعم الذي تقدمه الإمارات للدول العربية لا لمصر واليمن فحسب، بل لمعظم الدول العربية، دعم غير مسبوق ويصب في تعزيز أمننا القومي الذي يتعرض لجميع أنواع الهجمات والتآمر لإضعاف تلك الروابط التي تجمعنا وتجعلنا نكفر بالعروبة وبثوابتها، ومن الصعب أن تجد من يسير عكس اتجاه التيار في هذه المرحلة الزمنية التي تحطمت فيها حصون الثقة والأمان بين دولنا العربية، وخرجنا مثخنين بجراحنا، كل يلملمها وحيداً معزولاً، لتأتي الإمارات متمسكة بجمرة العروبة من جديد، بل تعض عليها بالنواجذ.

فلا توجد دولة عربية إلا وتجد للإمارات بناء يخدم الإنسان فيها، وليس كالإمارات دولة قدمت من المبادرات الثقافية والإعلامية والتنويرية العربية، وليس كمثلها أحد في دعم جيشوها العربية وقواعدها الصناعية والزراعية..

لذلك فشكراً باسم العروبة كلمة حق في هذه الدولة، وقليل على ما قدمته لرفعة أمتها العربية.