تشهد مصر نهضة صحية غير مسبوقة في تاريخها، حيث تشغل صحة الشعب المصري الاهتمام الأكبر لدى القيادة المصرية، وانعكس ذلك في المبادرات العلاجية المليونية التي أطلقتها الحكومة خلال العامين الماضيين، والتي تشمل كل أنحاء الدولة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها لغربها، خاصة الأمراض المنتشرة مثل فيروسات الكبد والسرطانات، ومنها سرطان الثدي عند النساء.

ما من شك في أن نجاح المبادرة الرائعة للكشف المُبكر عن سرطان الثدي في مصر، التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتخاطب أهم هواجس المرأة المصرية ومخاوفها، سوف يُشكل عاملاً فارقاً في صحة المرأة والأسرة المصرية، لأنها تستهدف طمأنة 28 مليون سيدة مصرية، يؤرقهن الخوف من هذا المرض الخبيث الأكثر انتشاراً بين السيدات المصريات، بنسبة تصل إلى 35% من معدلات الإصابة بالسرطان.

المرحلة الأولى من هذه المبادرة انطلقت في 9 محافظات وتستهدف الوصول إلى أكثر من خمسة ملايين سيدة فوق الـ35 عاماً، يجري عليهن الكشف المُبكر على أيدي كبار الأساتذة والاستشاريين لأن الكشف المُبكر يساعد في الشفاء بنسبة كبيرة، لاسيما وأن سرطان الثدي يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً بنسبة تصل إلى 35 في المائة من إجمالي معدلات الإصابة بالسرطان بين السيدات.

الحملة بدأت في تدريب الطبيبات والممرضات استعداداً لهذه المبادرة، وتشير البيانات إلى أن عدد الطبيبات اللاتي تم تدريبهن وصل إلى 2500 طبيبة، بما يمكن جميع الوحدات الصحية من إجراء الكشف والفحص الدوري للسيدات كل عام، وقد تم التدريب في قصر العيني وجامعة الإسكندرية.

ومعهد ناصر وطب المنصورة وجامعة عين شمس، وأن التدريب يتم بشكل محترف على أشعة الماموجرام. ويقول المشرفون على المشروع إن المشكلة الكبرى التي تواجهنا خاصة في البداية هي تخوف السيدات من عملية الكشف مع أن الكشف المُبكر يساعد على سرعة الشفاء بنسب عالية.

فضلاً عن أن الكشف والعلاج بالمجان، وقد تم تدريب طبيبات الوحدات الصحية المنتشرة على مستوى الجمهورية على إجراء الفحوصات الأولية، وحال الشك في إصابة إحداهن بالمرض يتم تحويلها لإجراء أشعة الماموجرام للتأكد من الإصابة بالمرض.

ومن يثبت إصابتها يتم توجيهها لأحد مراكز الأورام في نطاق المحافظة التابعة لها لتحديد نسبة الورم وصرف العلاج، وأعلنت وزارة الصحة أن إجمالي عدد الفحوصات منذ انطلاق المبادرة أول يوليو في 9 محافظات هي: بورسعيد، الإسكندرية، القليوبية، البحيرة، الفيوم، جنوب سيناء، دمياط، مرسى مطروح، أسيوط، جاوز نصف مليون سيدة.

وأن الكشف المبكر يشمل أمراض السكر والضغط والسمنة وسرطان الثدي، كما يشمل تقديم العلاج بالمجان، وأنه ابتداءً من سبتمبر المقبل وحتى شهر أكتوبر تبدأ المرحلة الثانية التي تغطي محافظات:

القاهرة، السويس، الإسماعيلية، المنوفية، بني سويف، سوهاج، الأقصر، أسوان، شمال سيناء، البحر الأحمر، ويعمل في هذه المبادرة 1321 فريقاً يشمل كل فريق 4 أفراد من الأطباء والممرضين.

كما تم تحديد 1023 منشأة صحية للمشاركة في المبادرة في محافظات المرحلة الأولى. ويشكل الملف الصحي الآن برنامجاً متكاملاً للخدمة الصحية للإنسان المصري يشمل كل الأعمار وكل الحالات، ابتداءً من فحص مائة مليون مصري بهدف القضاء الكامل على فيروس سي الذي شمل أمراض الضغط والسمنة والسكر والأنيميا واستهدف كل المصريين .

كما شمل الأفارقة والعرب الموجودين على الأرض المصرية إلى القضاء على قوائم الانتظار في العمليات الجراحية الحرجة الذي أسفر عن إجراء 145 ألف جراحة، بمعدل ألف جراحة في اليوم في تخصصات القلب والرمد والمخ والأعصاب والأورام وحماية صحة التلاميذ من الأمراض المعوية والكشف المبكر عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم لدى الأطفال، فضلاً عن تطعيم 8.5 ملايين طالب.

إن مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تخاطب واحداً من أهم هواجس المرأة المصرية ومخاوفها التي تشهد الآن إقبالاً كثيفاً من السيدات يؤكد مدى الاهتمام بصحة المرأة المصرية لأن الارتقاء بالخدمات الصحية للأم المصرية يسفر باليقين عن الارتقاء بالخدمات الصحية لكل الأسرة المصرية، ابتداءً من الطفولة إلى تلاميذ المدارس والجامعات.

بما يؤكد أن الإنسان المصري أصبح موضع الاهتمام الأول والشاغل الأساسي للدولة المصرية، وأن وظيفة الدولة لم تعد تقتصر على رشاد الحكم ونفاذ القانون ولكن يتصدر كل ذلك خدمة الإنسان المصري والارتقاء بجودة حياته، وفي المقدمة الخدمة التعليمية والخدمة الصحية.

 

Ⅶ كاتب صحافي