إن العديد من شركاتنا الوطنية تعتبر نموذجاً مشرفاً بالفعل، فقد حققت الكثيرمنها مستويات متقدمة من بين أقرانها على الرغم من حداثة بعضها، أو صغر الاقتصادات التي انطلقت منه مقارنةً بالأسواق العالمية والتي تعتبر عريقة في مجال المال والأعمال وسبقتنا بعقود إن لم يكن بقرون.

وإن دول الخليج العربي زاخرة بالنماذج المتكاملة للشركات القوية ذات الملاءة الكبيرة، ولعل الحديث اليوم يدور حول شركة أرامكو السعودية، والتي تم طرح بعض أسهمها للاكتتاب العام، هذه الشركة التريليونية تعتبر من أكبر الشركات في العالم إن لم تكن أكبرها وأعظمها، فقد قاربت قيمتها من التريليوني دولار، وقفزت بسوق الأسهم السعودي عند إدراجها إلى مصاف الأسواق الكبرى في العالم.

نعم النماذج الموجودة في الخليج مشرفة، ولعل ما فعلته أرامكو قد يعطي دفعة كبيرة للعديد من الشركات الحكومية وشبه الحكومية لإدراج جزء من أسهمها في الأسواق المالية في بلدانها، ما يعطي دفعة كبيرة لهذه البلدان في مجال التداول في أسواق الأسهم والسندات، كما حدث مع السوق السعودية التي أصبحت ضمن الأسواق العشرة الكبرى بعد أن أدرجت أسهم أرامكو.

وهذا ليس الحدث الوحيد فقد سبقته الكثير من الأحداث الاقتصادية على مستوى المنطقة الخليجية، فعلى سبيل المثال الاندماجات التي كانت في الإمارات بين بنوكها الحكومية خلقت كيانات كبيرة للغاية وذات أصول قوية، ما جعل منها أكثر صلابة وثباتاً في مواجهة ما يعصف بالاقتصادات العالمية حالياً من قلة الاستثمار، والركود الذي غزا العديد من الدول.

كما أن بعض الشركات الخليجية أصبحت محط أنظار العالم لما لها من تميز وخبرة في مجال عملها كشركات الطيران التي نشأت في الخليج، وهي الآن تغزو الأجواء الأوروبية والأمريكية، وأصبح العميل في هذه الدول يفضل الطيران الخليجي على شركات الطيران في دولته لما تتمتع به الشركات الخليجية من سمعة طيبة واحترام لزبائنها، والالتزام بالمواعيد والعديد من الامتيازات الأخرى.

وهذه الشركات ليست الوحيدة فنرى في كل المجالات تقريباً شركات رائدة يكون الخليج منشأها، وهذا بعد فضل الله هو نتيجة للعمل الدؤوب والجهد المخلص الذي تقوم به القيادات والحكومات في هذه الدول والتي جعلت دول الخليج العربي تتبوأ المراكز الكبرى في قطاعات اقتصادية مختلفة.

إننا شغوفون بحق، ومتعطشون للمزيد من الصفقات الكبرى والتي تعطي الاقتصاد الخليجي ما يستحقه من تقدير، وإننا على أبواب المزيد من الفرص والنجاحات، وهذا ليس تكهناً بل إن بوادره ظاهرة ومشاهدة، خاصة بعد المشروعات الكبرى التي تم إطلاقها في الخليج بشكل عام، وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص، ولدينا موعد مع النجاح كل يوم وفي كل ساعة.