ما إن انتهت قمة الرياض وعلمت قطر أن محاولاتها لشق الصف بين المملكة العربية السعودية ودول التحالف قد باءت بالفشل وانكشفت المحاولة الخبيثة للخاصة والعامة، سارعت قطر إلى استضافة قائد البحرية الإيرانية ودماء أهلنا في العراق التي قتلت بنيران إيرانية ما زالت على أرصفتها، ثم بعد ذلك شن الإعلام القطري بكل منظومته الإخوانية حملة على دولة الإمارات، للتغطية على فشل الدوحة ومسؤوليتها عن استمرار أزمتها التي عزلتها عن أشقائها.

حاولت قطر مع شديد الأسف أن تفكك التحالف بالانفراد بالسعودية، وبالإيحاء إلى أن هناك تفاهمات (خاصة) بينها وبين السعودية وعلى الآخرين التنحي!

إذ قال وزير الخارجية القطري إن «هناك مباحثات مع الأشقاء في السعودية»، آملاً أن تسفر عن نتائج إيجابية. وإن الحديث لم يعد يدور حول المطالب الـ13 التعجيزية، مؤكداً أن المفاوضات تبتعد عنها.

وأكمل موضحاً: «انتقلنا من طريق مسدود في الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة».

المحاولة واضحة هنا لجعل الأزمة القطرية مرهونة بتلبية بعض المطالب للمملكة العربية السعودية فقط، وترك البعض الآخر تحت ذريعة أنها مساس بالسيادة القطرية.

ولكن السعودية منعتها من هذا الالتفاف، وصرح عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية «السعودية متمسكة بمطالبها إن شاءت قطر إنهاء أزمتها مع دول التحالف» و«يعرف القطريون ما عليهم فعله وأين تكمن المشكلة. وعليهم اتخاذ الخطوات اللازمة لتخطي هذه المشكلات».

ثم جاءها الرد من البحرين عن طريق وزير الخارجية البحريني الذي عبر عن أسفه «لاستمرار قطر في أزمتها وعدم جديتها وسلبيتها في معالجة تلك الأزمة»

ومن الإمارات عن طريق وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي أنور قرقاش قائلاً: «غياب الشيخ تميم بن حمد عن قمة الرياض مرده سوء تقدير للموقف يسأل عنه مستشاروه، ويبقى الأساس في الحل ضرورة معالجة جذور الأزمة بين قطر والدول الأربع».

المحاولة فشلت فشلاً ذريعاً حتى بعد أن حاول المدعو العذبة جر رئيس تحرير صحيفة الانديبندت العربي الزميل عضوان الأحمر إلى نقاش حول تحسن العلاقة بين السعودية وقطر رد عليه عضوان أن ذلك غير صحيح وكفاك كذباً.

أسقط في يدها، فصبت قطر حقدها على دولة الإمارات في تبنيها حملة إعلامية مغرضة وفاشلة هي الأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو فيها لمقاطعة المنتجات الإماراتية لصالح المنتجات التركية، وتم كشف الحسابات التي تقف وراء هذه الحملة ومصدرها، إنها تغرق في كل محاولة أكثر من التي قبلها.

مثلما صرحت الأسبوع الماضي «إننا لم ندعم الإسلام السياسي ولا حركة الإخوان المسلمين، لكنَّ دعمنا كان للشعوب وليس للأحزاب السياسية»!!

مؤكدة بالقول: «دعمُنا لمصر لم ينقطع حتى بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي»، مؤكدة أن «الإخوان المسلمين» ليس لديهم وجود رسمي في قطر!!

نحن أمام حالة تذاكٍ غير محمود لا تخدم قطر في أزمتها وتؤكد استمرارها في دعم الجماعات الإرهابية.

هذا الإنكار وحده دون غيره، يؤكد أن قطر متمسكة بمشروعها حتى في ما يخص العلاقة مع إيران، قال الوزير القطري إن بلاده ملتزمة علاقة حسن الجوار مع طهران، ولن تنسى أنها فتحت أجواءها لقطر بعد الحصار!!

عزلتها تشتد وأزمتها تزيد حدة والحل الذي تفتق ذهنها عنه هو ضرب الإمارات ودق الإسفين بينها وبين بقية دول التحالف.. هل هذا هو الحل؟ بل هو فشل يجر فشلاً.