أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أخيراً أن العام المقبل 2020 سيكون عام الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة ودخول دولة الإمارات العربية المتحدة عيدها الخمسين في 2021 وهو ما يطلق عليه أيضاً اليوبيل الذهبي. حيث ستحتفل بإذن الله الإمارات بمسيرة حافلة بالأحداث والتطورات التي جرت خلال تلك الخمسين سنة على مر تاريخها المديد، حفظ الله دولة الإمارات العربية وحكامها وشعبها آمنة مطمئنة.
وضمن تلك المسيرة الخمسينية يحق لهذه الدولة استعراض منجزاتها ومساهماتها وقفزاتها الهائلة في تلك المسيرة. مسيرة الخير والعز. التي ابتدأ قادتها حكمهم وجعلوا جل اهتمامهم النهوض بهذه الدولة والبحث عن أفضل السبل لتوفير العيش الكريم والآمن لشعوبهم.
ونقول إنه وابتداءً من بلورة فكرة الاتحاد الذي تم في العام 1968 بين كل من المغفور لهما الشيخ زايد بين سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، التي كانت نواة طيبة نحو تأسيس اتحاد الإمارات، ومروراً بالمسيرة التي تمت على يد المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، بمشاركة قادة الاتحاد الباقين الذين كان لهم الفضل الكبير في وصول دولة الإمارات لما وصلت إليه في يومنا هذا. فكان العام 1971 هو البداية الطيبة والنواة الحقيقية والأساسية لبناء هذا البلد. واستكمل كل من القادة على مر الخمسين عاماً المسيرة التي بدأها أسلافهم، وأدى أولئك القادة الأمانة التي كانت ملقاة على عاتقهم لإيصال الدولة لأعلى المراتب في جميع المحافل.
وعوداً على إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذي حدد فيه مهمة لها أهمية بالغة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، تلك المهمة هي تصميم الخمسين العام المقبلة للأجيال الجديدة، فدولة الإمارات العربية المتحدة بحاجة لهذا النوع من التصميم لإحداث نقلات مهمة جداً.
ومن ناحية أخرى، يمكن القول إن ما حققته دولة الإمارات من إنجازات وإسهامات لا حدود لها طوال عقود وسنوات ماضية كان له عظيم الأثر في المحافظة على المكانة التي وصلت إليها، وإنه يتطلب النظر بعمق وبرؤية ثاقبة وبعيدة المدى للسنوات والعقود المقبلة، وذلك لما تحمله الفترة المقبلة على العالم والدولة من تغييرات واسعة الأفق في جميع النواحي والصعد. دولة الإمارات يتوجب عليها في المرحلة المقبلة من الخمسين سنة المقبلة. أن تعزز من أدائها في الجانب الفضائي، وتحسين وتطوير خطواتها الواثقة التي بدأتها نحو اختراق عصر الفضاء من أوسع أبوابه، كما عودتنا هذه الدولة بتقديم كل ما هو جديد في أي مجال جديد.
إن الشعوب العربية والخليجية تواقة جداً لرؤية دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة على جميع الصعد، وترى في هذه الدولة تحقيقاً لحلم عربي طال انتظاره. وهي قريبة جداً من رؤية الحلم العربي حقيقة. إن مضاعفة الجهود مطلب ملح للتوافق بالسير نحو تصميم الخمسين عاماً المقبلة. كما أنه وضمن السياق ذاته فإننا هنا نوجه دعوتنا لكل الدول العربية بأن تحذو حذو دولة الإمارات في تداولها لشؤون نهضتها، وأن تأخذ منها العبرة الطيبة والمثل، ولا مانع من تبادل الخبرات الحقيقية بين الدول العربية وفق مبدأ نهضوي وتنموي حقيقي تم تحقيقه من خلال تجارب فعلية.
وفي ختام مقالنا هذا لابد من مباركة جميع الجهود التي تصب في تحقيق التطور والنهضة الحقيقية في دولة الإمارات ومساندتها بكل ما يمكن.. والله الموفق.. حفظ الله دولة الإمارات وشعبها. ونحو مزيد من النجاح للخمسين سنة المقبلة.
* كاتب كويتي